غلوبال اقتصاد: أمنيات سورية
خاص غلوبال – مادلين جليس
بعد عدة فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي بضرورة كتابة أمنيات العام الجديد، وبعد قلب مخي يميناّ ويساراً بالجدوى، قررت أن أكتب أمنياتي وعلى رأي المثل ” اضرب هالطينة بالعجينة”، ولاخسارة لي مهما كانت النتيجة.
ورقة وقلم أحمر، “لتأكيد التحقق” وثلاث أمنيات، هذا هو كل المطلوب، لكتابة ورقة أمنياتي، التي بدأتها بأن تعود الكهرباء ساطعة تنير منازلنا السورية كما كانت قبل أكثر من عشر سنوات، وأن تعود الأسعار إلى سابق عهدها، مناسبة ومتوافقة مع دخولنا المنخفضة أصلاً، ثم والأهم أن يعود الأمن والأمان لبلدنا الحبيب.
أتممت أمنياتي بأن تتوافر المحروقات على أنواعها، الغاز والمازوت والبنزبن، كي تنعم بيوتنا بالدفء الذي اشتقنا له، ونذهب لوظائفنا باحترام، دون السباق الصباحي الذي قد ينتهي بمقعد سيرفيس وقد ينتهي بدفع أجرة تكسي تتجاوز العشرة آلاف ليرة، “كراكب طبعاً” وليس طلباً.
بعدها كتبت أمنية بأن نعود كما في السابق ننتظر العيد، وأن نشتري حاجياتنا بجودة عالية كما كنا نباهي بها بين البلدان العربية والأجنبية معاً، وأن تمر أعيادنا مبهجة مفرحة، لاكباقي الأيام كما هي الحال اليوم.
توقفت قليلاً أتمعّن بالأمنيات التي كتبتها، إنها كثيرة ومستحيلة، فقررت اختصارها، وبدأت بشطب أمنية عودة الكهرباء، ثم تذكرت أن أسعار المحروقات لن تنخفض لعدة اعتبارات فشطبتها أيضاً، ثم حذفت أمنية انخفاض أسعار المواد السلع، بعد ذلك عدلت عن فكرة الوصول للعمل دون معاركة وسائل النقل، وتراجعت عن أمنية عودة الجودة العالية لمواصفات موادنا.
استطعت أن أعدل عن كل الأمنيات السابقة، وجزمت باستحالة تحقق أغلبها، لكن الأمنية الوحيدة التي لم أستطع التراجع عنها، والتي أؤمن أن الله سيستجيب لي فيها هي أن يعود الأمن والأمان لبلدنا الحبيب، وأن تعود أراضينا المحتلة تزين الخريطة السورية، وأن يعم السلام هذا البلد المعطاء الذي لم يقدم لجيرانه إلا الخير والعون.
ورقة أمنياتي بها أمنية واحدة، أمنية واحدة قادرة على تحقيق كل الأمنيات، وأنا على يقين أنها ليست أمنيتي لوحدي، بل أمنية كل السوريين دون استثناء.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة