خبر عاجل
إجراءات احترازية… مدير الشؤون الفنية بشركة الصرف الصحي في اللاذقية لـ«غلوبال»: صيانة وتعزيل الفوهات المطرية والسواقي المكشوفة انتهاء أعمال صيانة الأوتوستراد الدولي…مدير المواصلات الطرقية بدرعا لـ«غلوبال»: نسعى لرفع سوية وجودة الواقع الخدمي للطرق الرئيسية 194ألف وافد عبر معبر جديدة يابوس… عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لـ«غلوبال»: استقبال 90 وافداً بمركز الإقامة بحرجلة عدوان إسرائيلي على حسياء الصناعية بحمص… مصادر بالمدينة الصناعية لـ«غلوبال»: استهدف معمل “سابا” و 3 سيارات إسعاف إجراءات لدعم الأشقاء اللبنانيين في بلدهم و بالمراكز مع مسح للاستضافات… أمين سر لجنة الإغاثة بحمص لـ«غلوبال»: لن ننصب خيماً وجهزنا خططاً لمواكبة أي طارئ الحافة الأمامية! تسيير نحو 100 باص نقل داخلي على خطوط دمشق وريفها… مدير عام الشركة لـ«غلوبال»: الازدحام في مدينة دمشق بسبب نقص الباصات على خطوط الريف درجات الحرارة أعلى من معدلاتها… الحالة الجوية المتوقعة توريدات المازوت و”الزيرو” سببا تأخر مشروع تأهيل المتحلق الجنوبي… مدير الإشراف بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: بقي 14 مفصلاً لنعلن وضعه بالخدمة “كما يليق بك” فيلم سوري يحصد جائزة لجنة التحكيم في مهرجان ليبيا السينمائي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

شركات ورقية حان وقت قطافها!

خاص غلوبال – هني الحمدان 

يرتبط نجاح أي شركة بإنتاجها وتسويقها الناجح، ومادام تحقق الإنتاج ذي الجودة ومستمرة ضمن حلقات المنافسة، فهذا  يؤشر على تفهمها لآليات السوق ومستجداته، وهنا التغني بالأمجاد لا ينفع، ماينفع إنتاجية وخطة تسويقية رائدة، أي المقدرة على تحقيق الأرباح، وهنا السؤال: هل كل شركاتنا تسير وفق هكذا مبدأ ناجح، وما فائدة تزويد بعض الشركات شبه الميتة بالمليارات وهي تتأرجح ما بين الخسائر والتوقف عن الإنتاج، وهل هناك مؤطرات تضمن صرف المليارات على التأهيل الكامل والصحيح، أم إن عين الفساد والمفسدين ترقب عن كثب للانقضاض على تلك الأموال..؟؟!.

هناك شركات صناعية إنتاجية، عمرها  عشرات السنين حققت سمعة متقدمة في سنوات خلت، نالت ما نالت من اهتمام ورعاية وصرف اعتمادات بالمليارات، تجهيزات وخطوط إنتاج وعمالة خبيرة، لكن مع مرور السنين طالها الإهمال وانتشر فيها الفساد والتجاوزات، بعضها  لاقى التوقف والوقوع في الخسائر، وشركات مهمة بأهدافها وما تقدمه لجهات مرتبطة معها تسويقياً، ومع أول هزة مالية تعجز عن دفع رواتب موظفيها، شركات يمتد عمر بعضها لأكثر من خمسين سنة، وتعجز عن إدارة مخاطرها، وتفشل في وضع خطط للتصرف في أوقات الشدة.

شركات استنزفت من سيولتها وماتم رصده لها لتبقى هشة ورقية تعصف بها الدورات الاقتصادية ذات اليمين وذات الشمال، ناهيك عن ” تعفيس ” وسرقات وجهل بعض الإدارات التي تولت إدارة بعضها، حيث ” الدعم ” جاء بأشخاص غير مؤهلين للإدارة ولا بأي اختصاص أيضاً.

والضحية كالعادة هم الموظفون والعمال المغلوب على أمرهم والذين يبقون بلا رواتب، والضحية أيضاً مشاريعنا التنموية التي أقرت لينعم الجميع ببنية تحتية متحضرة وراقية، أما إدارات هذه الشركات ووزارة الصناعة، فلا هم يتأثرون ولا ما هم يحزنون، فقط يطالبون بالتأهيل وزيادة الاعتمادات، وماذا  كانت مخرجات تلك المليارات ياترى..؟.

بعد مطالبات عدة، وافقت الحكومة على تخصيص ٦ مليارات ليرة لتأهيل شركة ألبان دمشق، وهنا نسأل هل بهذا المبلغ ستقلع الشركة بكامل خطوط إنتاجها وتحقق المنافسة المطلوبة والمنتج الجيد أم سيصب في خانات الترقيعات ويضيع كما ضاع غيره..؟.

فالشركة عاجزة عن تأمين موادها الأولية، والفساد خرب ودمر جزءاً كبيراً من تجهيزاتها ما أدى لخروج بعض خطوط إنتاجها من الخدمة، حتى اللبنة مؤخراً خرجت من دائرة الإنتاج كما خرجت سابقاً السمنة والقشقوان والحليب..!.

المشكلة تكمن في عملية الاستنزاف المقصودة، وترك هذه الشركات بلا ملاءة مالية تذكر، وعدم وضع حد للفساد الذي خرب كل شيء، وكأنه استنزاف ممنهج ومقصود يعلم من يقوم به بنتائجه..!.

ألبان دمشق خرجت من حلبة المنافسة كلياً، أمام ورش صغيرة ليست بمقدرة على مجابهة شركات خاصة توازيها، وإذا لم تستطع العودة للسباق وتحقق الصدارة لن تنفع أي كمية من مليارات الحكومة لإنعاشها وعودتها للإنتاج ولكل الأصناف  والأنواع وبقوة يشار إليها..!.

وهنا إما أن تكون شركة أولى في هذا المجال، أو يكون إلغاؤها كلياً وإغلاقها والاستفادة من عمالها وخطوط إنتاجها بمسعى إنتاجي آخر، وهذا من الصعب تحقيقه أو السير وفق مقتضاه..!.

الجميع يأمل عودة مأمونة معززة بالإنتاج الكبير وتشق طريقها لاستقطاب جمهورها الذي نسي منتجاتها، الآن العقبات والتحديات للمشاريع موجودة،فالانهيارات والتعثرات بالجملة، وما لم تحل مشكلة  القطاع الصناعي المترنح ككل فسنشهد نفس المشكلة في الدورات الاقتصادية  القادمة بوقوع خسائر بالخسائر وتوقف أخرى، وفقدان شركات جديدة تتسابق للخلف وتسجيل اسمها في قائمة الفشل.

ينقص الشركات العامة اليوم بناء منظومة متكاملة من التحالفات، بناء شركات ذات احتياطات مالية تمكنها من العمل باستمرارية في الدورات الاقتصادية المتقلبة بطبيعتها، على أن تدار مخاطرها بما يمكنها من وضع سيناريوهات للحالات الاقتصادية تضمن معها عدم التعثر في تنفيذ المشاريع التنموية والتي تمس حياة المواطنين واحتياجاتهم.

شركات كنا نعتقد أنها تملك الحد الأدنى من القدرة على إدارة مخاطرها ومن ينافسها، فإذا بها تظهر على حقيقتها مع أول دورة اقتصادية هابطة أو ظهور  تحديات ما، شركات ورقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، أساءت استخدام الدعم واستنزفته، شركات حان وقت قطافها وبلا رأفة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *