اللحوم البيضاء والحمراء تفوز في ماراثون الأسعار لهذا العام… رئيس لجنة مربي الدواجن لـ«غلوبال»: كسر الحلقات الوسيطة يسهم في خفضها

خاص دمشق – بشرى كوسا

يبدو أن اللحوم الحمراء والبيضاء فازت في ماراثون الأسعار هذا الشهر بعد أن حلقت عالياً بعيداً عن متناول غالبية الأسر محدودة الدخل، وحتى الزفرة على الطبخة لم تعد ممكنة، بعد الأسعار المجنونة التي وصلت إليها بالمقارنة مع الأسعار في بداية العام.

ويمكننا ملاحظة النسب الكبيرة في التغيير لجهة الارتفاع في النشرات السعرية المتلاحقة لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك منذ بداية العام، وذلك رغم الوعود الحكومية المتتالية بانخفاض الأسعار.

فقد ارتفع سعر الفروج الحي ثلاثة أضعاف منذ بداية العام إلى الآن ونحن على أعتاب الأيام الأخيرة من العام، فقد تغير سعره من 14 ألف ليرة إلى 43 ألف ليرة، ونسبة الارتفاع ذاتها طالت باقي أجزاء الفروج، حيث ارتفع سعر كيلو الدبابيس من 19ألف ليرة إلى 60 ألف ليرة، ومثله انتقل سعر الشرحات من 30 ألف ليرة إلى نحو 85 ألف ليرة، وسعر كيلو السودة ارتفع من 27 ألف ليرة إلى 65 ألف ليرة اليوم.

رئيس لجنة مربي الدواجن في اتحاد غرف الزراعة السورية نزار سعد الدين عزا ارتفاع الأسعار في قطاع الدواجن لعدة أسباب، أولها استمرار ارتفاع سعر الصرف منذ بداية العام وحتى الآن، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الأعلاف التي تدخل في عملية الإنتاج بنسبة 92%.

وأضاف سعد الدين في تصريح لـ«غلوبال» أن السبب الآخر مرتبط بالسوق الذي يخضع لقانون العرض والطلب، وبالتالي فزيادة الطلب وخاصة المطاعم ومحلات الشاورما خلال فترة الأعياد بعد الصوم الطويل أدى لارتفاع الأسعار.

وشدد سعد الدين على أن قطاع الدواجن سيتعافى، والأسعار ستنخفض خلال شهرين من الآن، عندما تبدأ عملية الإنتاج في المداجن غير المرخصة التي سُمح لها بالتربية، حيث سيتم تزويدها بالمازوت والأعلاف بالسعر المدعوم وفق الإمكانات المتاحة.

وأردف سعد الدين بالقول: إن تكلفة كيلو الفروج الريش من المدجنة اليوم نحو 36100 ليرة، بينما سعرته التموين ب 38 ألفاً لضمان توفر المادة في الأسواق، مضيفاً: إن العملية الإنتاجية تتم في ظروف قاسية وصعبة في ظل عدم توافر المحروقات وغلاء الأودية، وارتفاع تكاليف اليد العاملة وغيرها، ومع ذلك فالأسعار في سورية تبقى أرخص مقارنة بدول الجوار.

وأكد سعد الدين أن اتحاد غرف الزراعة يعمل على مشروع لكسر الحلقات الوسيطة بين المربي والمستهلك في عمليات بيع الفروج والبيض، ما يساعد في تخفيض الأسعار أيضاً.

بدورها، اللحوم الحمراء لم تنج من حلقات الغلاء المتتالية منذ بداية العام، فقد ارتفع كيلو هبرة خروف من 65 ألف ليرة إلى 120 ألف ليرة، وكيلو الغنم المسوف من 45 ألف ليرة إلى 150 ألف ليرة، وشرحات لحم الغنم ارتفعت من 75 ألف ليرة مع بداية العام إلى 200 ألف ليرة اليوم.

كذلك واكبت لحمة العجل ارتفاع الأسعار، وارتفع سعر كيلو هبرة العجل من 42 ألف ليرة إلى 145 ألف ليرة، والعجل المسوف من 40 ألف ليرة إلى 100 ألف ليرة.

ورفض سعد الدين المبررات بأن سبب ارتفاع اللحوم الحمراء عائد لقرار السماح بالتصدير كونه غير دقيق، وحتى اليوم لم تصدر رأس واحد من الأغنام، ولكن زيادة الطلب حالياً أدى لاتفاع الأسعار، مشدداً على أن اللحوم السورية معروفة بجودتها عالمياً، ورغم الغلاء وحاجة السوق لها فإن فكرة الاستيراد غير مطروحة لأنها تعد بمثابة تخريب للأمن الغذائي في سورية من كافة النواحي.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة