خبر عاجل
درجات الحرارة أعلى من معدلاتها… الحالة الجوية المتوقعة توريدات المازوت و”الزيرو” سببا تأخر مشروع تأهيل المتحلق الجنوبي… مدير الإشراف بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: بقي 14 مفصلاً لنعلن وضعه بالخدمة “كما يليق بك” فيلم سوري يحصد جائزة لجنة التحكيم في مهرجان ليبيا السينمائي كرم الشعراني يحتفل بتخرج زوجته قصي خولي و ديما قندلفت معاً في مسلسل تركي معرّب دمارٌ ومكرٌ لا يستثني حتى “حمّام جونسون”! بسام كوسا: “اسرائيل هذا الكيان المَلْمُوم لَمّ بهذا المكان لتشتيت هذه المنطقة” خوسيه لانا يكشف عن قائمة منتخبنا لدورة تايلاند الودّية عدوان إسرائيلي على ريف حمص الغربي… مصدر طبي لـ«غلوبال»: نجم عنه إصابة عسكريين اثنين مجلس الوزراء يمدد إيقاف العمل بقرار تصريف مبلغ 100 دولار على الحدود السورية اللبنانية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

تفنّنٌ غير مسبوق في مبررات الغلاء

خاص غلوبال – زهير المحمد

أعتقد أن لا شيء يسلّي أصحاب الدخل المحدود أكثر من الاطلاع على تبريرات الجهات المعنية لأسباب غلاء أي مادة أو فقدانها أو لقلة عرضها قياساً بالطلب، ولم تعد التبريرات تقتصر على ذكر السبب التقليدي القديم المتعلّق بالارتفاع المستمر لسعر صرف الدولار في السوق السوداء أو البيضاء أو الرمادية، لأنه بات أسطوانة مشروخة.

ومن جديد تلك التبريرات الطريفة ما ذكره رئيس لجنة اللحامين عن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء التي أعادها لموسم التزاوج ولتخبئة ذكور الأغنام إلى فصل الربيع في استعداد مسبق لقدوم الفترة التي تم السماح بمباشرة التصدير خلالها.

أما غلاء الكوسا و الفاصولياء والبندورة الساحلية والرمان والفواكه فهو بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض درجات الحرارة وتأثير التنين البحري على الزراعات المحمية والتصدير.

أما غلاء البطاطا التي منعوا تصديرها، واعدين برخص أسعارها فيعود إلى هطل المطر وصعوبة قلع المحصول مع أننا نشتريها بعد المطر مغلفة بالطين وبالأسعار السياحية.

هذه نماذج من التبريرات الإبداعية التي تجعل المواطن يضع الملح على الجرح وينتظر انفراجاً ولو مؤقتاً وبسيطاً، أو انخفاضاً لسعر أي مادة من المواد كي تناسب قيمة تعادل أربعة أضعاف دخله على الأقل دون أن يعثر على بصيص أمل في نهاية النفق.

لكن المشكلة الأهم هنا ليس بالتبريرات التي نجبر على تصديقها للتأقلم مع الواقع، بل في أن أفراد الأسرة لم يعودوا قادرين على تصديق تبريرات التقصير المادي من معيلهم.

فهل يستطيع أصحاب الدخل المحدود أن يعدوا أولادهم بحفلة شواء بعد انتهاء موسم تزاوج الأغنام وولادتها وبلوغ أطلائها سن الرشد مع بداية الصيف القادم، أم سيقول لهم حينها إن المصدرين شفطوا الخراف وصدروها رغم حاجة سوقنا المحلية إلى ضعف ما ننتجه هذه الأيام؟.

ونذكّر هنا بأن رئيس لجنة اللحامين طالب قبل عدة أشهر بضرورة اللجوء إلى استيراد اللحوم من السودان ومن دول أخرى لتأمين حاجة الأسواق من المادة.

يبدو أننا أصبحنا بحاجة إلى مزيد من الصراحة والشفافية لكي نصدق أصحاب التبريرات، ولكي يصدقنا من ننقلها لهم، مع الاعتقاد بأن الجميع بات يدرك أن ما ننتجه لم يعد بمقدور الشرائح الأكبر من المواطنين على شرائه لا في مواسم التزاوج ولا بعدها، لأن الجميع بات (يقرّشها على الدولار) وينسى أن رواتبنا بالليرة السورية، إضافة الى أن  مصدرينا مزاريبهم تعودت أن تصب في الخارج حتى لو حرموا المواطن لقمة عيشه.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *