خبر عاجل
توريدات المازوت و”الزيرو” سببا تأخر مشروع تأهيل المتحلق الجنوبي… مدير الإشراف بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: بقي 14 مفصلاً لنعلن وضعه بالخدمة “كما يليق بك” فيلم سوري يحصد جائزة لجنة التحكيم في مهرجان ليبيا السينمائي كرم الشعراني يحتفل بتخرج زوجته قصي خولي و ديما قندلفت معاً في مسلسل تركي معرّب دمارٌ ومكرٌ لا يستثني حتى “حمّام جونسون”! بسام كوسا: “اسرائيل هذا الكيان المَلْمُوم لَمّ بهذا المكان لتشتيت هذه المنطقة” خوسيه لانا يكشف عن قائمة منتخبنا لدورة تايلاند الودّية عدوان إسرائيلي على ريف حمص الغربي… مصدر طبي لـ«غلوبال»: نجم عنه إصابة عسكريين اثنين مجلس الوزراء يمدد إيقاف العمل بقرار تصريف مبلغ 100 دولار على الحدود السورية اللبنانية مربون قلقون على دواجنهم من مرض “غشاء التامور”… مدير الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة لـ«غلوبال»: غير منتشر ويقتصر على المداجن التي لا تلتزم ببرنامج التحصين الوقائي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

من قريبه..؟!

خاص حلب – رحاب الإبراهيم

لايبدو أن احتفاء السوريين بأعياد الميلاد ورأس السنة سيكون مختلفاً عن الحال المتردية الذي عاشوه في أعيادهم ومناسباتهم الاجتماعية السابقة باستثناء أن الغلاء تضخم على نحو مخيف، تآكلت معه مدخراتهم إن وجدت، وقيمة رواتبهم، التي لم تعد تكفي ليوم واحد فقط، وخاصة مع استمرار التسعير الكيفي على هوى العملة الخضراء، وعدم المقدرة على ضبط مؤشر ارتفاعها في ظل عدم إيلاء الإنتاج الأهمية المطلوبة كما يتحدث صناع القرار، والنتيجة يدفع ضريبتها المواطن، الذي بات يعمل ليلاً ونهاراً لتأمين كفاف يومه فقط.

وعموماً الوضع المعيشي لمعظم العائلات  أصبح غير محمول في الأيام العادية، فكيف سيكون بمثل هذه المناسبات التي اعتاد المواطنون على عيش طقوسها لإدخال بعض الفرح على القلوب المتعبة، نتيجة العجز الواضح على معالجة الواقع المعيشي رغم إمكانية إيجاد حلول تخفف من الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تهدد بانهيار اقتصادي محتمل، إذا لم يبادر الفريق الحكومي إلى معالجة مختلفة بأدوات نافعة بدل التحجج دوماً بقلة الإمكانات المادية، التي نجدها متوافرة بكثرة عند الجولات وإقامة المؤتمرات والاجتماعات، بالتالي من باب أولى ونحن في نهاية عام كان ثقيلاً على السوريين بكل أيامه، مراجعة واقعية للسياسات الاقتصادية المتبعة والتوجه نحو اعتماد خطط واضحة قابلة للتنفيذ تركز على الإمكانات المتوافرة واستثمرها بالشكل الأمثل وخاصة في مجالي الزراعة والصناعة، على نحو يمكن اقتصادنا من معاودة الوقوف على رجيله، ويساعد المواطنين على مقاومة الظروف المعيشية الصعبة، ويمكنهم عيش بعض الأعياد ذات الخصوصية الاجتماعية دون تحميلهم أعباء مادية مرهقة.

التضخم الكبير المسجل نهاية هذا العام، ليس مرده فقط إلى الحرب والحصار والزلزال وإنما أيضاً الأداء الحكومي الضعيف، حيث لم يقدر الفريق الحالي على تحسين أجور الشهرية، ولم يستطع ضبط ارتفاع أسعار السلع، ما تسبب في حرمان السوريين من عيش طقوس أعياد الميلاد ورأس السنة مع ارتفاع تكلفة إعداد موائد هاتين المناسبتين، التي كانت لا تكلف في العام الفائت أكثر من 200 ألف ليرة، بينما تتجاوز تكلفتها اليوم أكثر من مليون ليرة في حال التجرؤ على شراء احتياجاتها كاملة وخاصة فيما يتعلق باللحوم والأسماك والفواكه وغيرها، علماً أنها أصبحت في معظمها محرمة على أغلب السوريين، فاليوم شراء فروج مشوي مثلاً يكلف نصف راتب موظف، وصحن سلطة أو تبولة يكلف حسبة ليست ببسيطة في ظل ارتفاع أسعار الخضر، فكيف بباقي السلع التي أصبحت من الكماليات، بالتالي يتساءل أغلب السوريين عن التصرف الحكومي المنتظر في مثل هذه الحالات، هل ستعمد كالعادة إلى تجاهل حالهم الصعب وتتركهم يتدبرون أمرهم بأنفسهم وسط أجواء شتوية باردة وخاصة أن مازوت التدفئة لم يصل إلى بيوت كثيرة حتى الآن، أم أنها ستفاجئهم ببعض الدفء في الجيوب عبر منحة مالية تساعدهم على إنهاء العام بفرحة ولو كانت منقوصة على أمل أن يكون العام القادم أفضل ولا يحمل مزيداً من الكوارث والأزمات المتكررة.

تخفيف أعباء تكاليف أعياد الميلاد ورأس السنة وإدخال بعض الفرح إلى قلوب السوريين نهاية العام، ليس ترفاً كما يعتقد البعض، وإنما مطلب محق في ظل الأوضاع المتردية الآخذة بالأسوأ دون اتخاذ أي تدبير يوقف تدحرجها المخيف، يظهر إحساس الحكومة في أوجاع وهموم المواطنين، على نحو يردم فجوة الثقة مع أعضائها، حيث يجزم الأغلبية أنهم لا يقومون بواجباتهم بالشكل المطلوب بينما بالإمكان القيام بأداء أفضل عند التفكير خارج الصندوق، وإنتاج حلول فاعلة واستثمار إمكانات البلاد ومقدرات أبنائها بصورة أفضل أيضاً، لكن بمطلق الأحوال من حق المواطنين التنعم ببعض الرفاهية والحياة وعيش طقوس أعيادهم كما يرغبون وليس بالحد الأدنى ومن قريبه كما تفرض الظروف وتقصير المسؤولين الذين ينعمون برفاهية المناصب ومزايا التكليف بلا أي نتائج تنعكس على “الإخوة” المواطنين المكلفين أساساً بتأمين حياة معيشية جيدة لهم مع خدمات لائقة وليست صفرية كما هي الحال الآن.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *