خبر عاجل
توريدات المازوت و”الزيرو” سببا تأخر مشروع تأهيل المتحلق الجنوبي… مدير الإشراف بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: بقي 14 مفصلاً لنعلن وضعه بالخدمة “كما يليق بك” فيلم سوري يحصد جائزة لجنة التحكيم في مهرجان ليبيا السينمائي كرم الشعراني يحتفل بتخرج زوجته قصي خولي و ديما قندلفت معاً في مسلسل تركي معرّب دمارٌ ومكرٌ لا يستثني حتى “حمّام جونسون”! بسام كوسا: “اسرائيل هذا الكيان المَلْمُوم لَمّ بهذا المكان لتشتيت هذه المنطقة” خوسيه لانا يكشف عن قائمة منتخبنا لدورة تايلاند الودّية عدوان إسرائيلي على ريف حمص الغربي… مصدر طبي لـ«غلوبال»: نجم عنه إصابة عسكريين اثنين مجلس الوزراء يمدد إيقاف العمل بقرار تصريف مبلغ 100 دولار على الحدود السورية اللبنانية مربون قلقون على دواجنهم من مرض “غشاء التامور”… مدير الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة لـ«غلوبال»: غير منتشر ويقتصر على المداجن التي لا تلتزم ببرنامج التحصين الوقائي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

عيد ميلاد مجيد بأصوات الوجع وأنين الألم!  


خاص غلوبال – هني الحمدان
 

عيد ميلاد مجيد ، هكذا نقول وكنا نقول كل عام للأهل والمحبين ولكل شعوب المنطقة والعالم المحبة للسلام وللإنسانية، لكن هذا العام ووسط كل الآهات والألم، ألم الفقد والدمار والإبادة بحق شعب أعزل، وفقد طعم الحياة بعد أزمات العيش الخانقة وماطغى على حياة البشر من متغيرات قلبت الموازين وغيرت من حساباتهم، فصارت اللقمة حلماً صعب المنال، وغدت الحياة كابوساً ثقيلاً يلف رقاب البشر.

حتى كلمة كل عام وأنت بخير صارت ثقيلة، فلم يعد للخير مطرح وسط عواصف وأهواء عاصفة، فبأي وجع وألم عاد عيد الميلاد المجيد؟ الذي لم يحمل للأهل في غزة وفي عديد البلدان أي شكل من أشكال العيد، فإن سلمت من حروب الطائرات والمدافع  فلن تسلم من حروب الاقتصاد وفشل السياسات وفقر الحال..!

في فلسطين خلى عيدهم من الشجرة، ومن بابا نويل، ومن الهدايا، ومن ضحكات الأطفال، ومن رائحة القهوة وطعم الحلوى، ليكون يوماً عادياً تملؤه الأوجاع والآهات، وويلات الحرب، والدمار الذي يحيط بهم من جميع الجهات، بما فيها الكنائس، ليحضر العيد في غزة بنكهة المرار، ورائحة الدماء، ووجع الفراق لمن بقي منهم على قيد الحياة..

أما ببلداننا فطعم الفقر وضنك العيش بادياً على الوجوه والجيوب، حتى النفوس غادرتها كل معاني الفرح والطمأنينة، أعيادنا ومناسباتنا كأيام وجعنا الاعتيادية حافلة بكل المنغصات والآلام والمضايقات.
  
اليوم يحتفل مسيحيو العالم بعيد الميلاد المجيد، تزدان حياتهم وبيوتهم بعيد غير مكتمل هذا العام، فلا أحد يمكنه الفرح وهو يرى ويتابع ويسمع بما يحدث في غزة، فما يحدث حرب مشبعة بجرائم الحرب، وظروف القهر والظلم والإبادة، والمجازر، وأشكال العذاب التي لم تشهد لها مثيلاً البشرية، ليأتي العيد بلون واحد، تغيب عنه ألوانه السنوية المعتادة، فارغاً من أي مظهر من مظاهر الاحتفالات المعتادة، يأتي باهتاً، تحضر به صور الدمار وأشلاء الأطفال والنساء والمسنين، وتعلو به أصوات الوجع وأنين الألم، وهناك أيضاً في أماكن أخرى حيث الحروب والأوجاع تلف حياة بعض البشر.

الخزي والعار لشعوب العالم وهي تشاهد وتسمع الخراب والإبادة بحق الشعب الفلسطيني وغاب السلام عن الأهل المسيحيين في الأراضي المقدسة، التي لايمكن أن تنعم بالسلام في ظل عدوان غاشم على الأهل في غزة والتضييق على المصلين في القدس وبيت لحم.

ألغيت الاحتفالات في يوم السلام بسبب ما يجري في غزة من قتل وتدمير، حيث قلبت اسرائيل غزة إلى جحيم، فمن حوالي 20 ألف شهيد هناك ما لا يقل عن 8 آلاف طفل استشهدوا، وهذا العدد  يفوق حصيلة قتلى هجمات 11 أيلول وإعصار كاترينا مجتمعة وغيرها من المآسي..!

أين الضمائر الحية؟ أين الضمير العالمي ومناداة الإنسانية “المفقودة” ليرى المجتمع الدولي الذي يقف دون حراك، المشاهد المروعة التي يندى لها جبين الإنسانية دون أن يحرك ساكناً، ولا حتى الحد الأدنى بالمشاركة على الأقل بالمطالبة بوقف إطلاق النار، وهذا نداء يشكل بداية للعملية الأصعب والمتمثلة في إعادة الإنسانية الاعتراف بإنسانية الآخرين.

في عيد الميلاد المجيد هل ستتحرك المشاعر الإنسانية “المجمّدة ” وتعلو  أصوات عل فيها إيقاظ للضمير الدولي الذي يغطّ في سبات عميق، نداء إلى كل من بقيت لديه ذرة إنسانية، وتذكرّ من خلال “لقطات” إنسانية من مشاهد دامية في بقعة من هذا العالم تحوّلت إلى “مقبرة للأطفال”.

وياحبذا لو نظر العالم إلى وجوه أؤلئك الأطفال هؤلاء الأطفال الذين يستصرخون ما تبقى من الضمير العالمي، ودماؤهم ستبقى وصمة عار على جبين كل من ظلمهم وكل من لم يطالب على الأقل بوقف فوري لأبشع جريمة يشهدها التاريخ المعاصر.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *