خبر عاجل
عدوان إسرائيلي على ريف حمص الغربي… مصدر طبي لـ«غلوبال»: نجم عنه إصابة عسكريين اثنين مجلس الوزراء يمدد إيقاف العمل بقرار تصريف مبلغ 100 دولار على الحدود السورية اللبنانية مربون قلقون على دواجنهم من مرض “غشاء التامور”… مدير الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة لـ«غلوبال»: غير منتشر ويقتصر على المداجن التي لا تلتزم ببرنامج التحصين الوقائي الرئيس الأسد يلتقي وزير الخارجية الإيراني والوفد المرافق له رحيل قامة علمية وطبية كبيرة… الدكتور الأمين أغنى الوسط الطبي والعلمي بخبرة عقود طويلة التحول لـ«الدعم النقدي» توجُّه حكومي ينتظر الخطوة التالية… خبير اقتصادي لـ «غلوبال»: توزيعه نقداً عبر الحسابات المصرفية خطأ كبير لا وجود لأزمة نقل… عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لـ«غلوبال»: 15 طلب تعبئة مازوت يومياً والسرافيس تحصل على مخصصاتها كاملة ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة القيادة العامة للجيش تصدر أمر إداري بالتسريح سوسن ميخائيل تتعرض لأزمة صحية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الإرهاب بالاغتيالات…هروب إلى الأمام لم ينفع محتلاً ولم يكسر مقاوماً

خاص غلوبال – شادية إسبر

تصعيد إسرائيلي خطر بخضم المواجهة المشتعلة، في جريمة متوقعة وعمل إرهابي مكتمل الأركان، جاء بعد أيام من سابقه المتمثل باغتيال القيادي الإيراني رضي موسوي بريف دمشق، حيث اغتال كيان الاحتلال الإسرائيلي (الثلاثاء 2/1/2024) نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري واثنين من كتائب القسام في الضاحية الجنوبية لبيروت.

معلوم أن سياسة الاغتيالات من صلب العقلية الصهيونية، وجزء من مسار الحرب العدوانية الإسرائيلية المفتوحة على جميع دول المنطقة منذ إقامة الكيان الغاصب على أرض فلسطين أربعينيات القرن الماضي، وللاغتيالات الأخيرة قراءة لا يمكن فيها تجاهل المكان والتوقيت والتداعيات.

تعتبر عملية الاغتيال في ضاحية بيروت أخطر خرق للقرارات الدولية، ولقواعد الاشتباك منذ العام 2006، جريمة أراد الاحتلال عبرها خلط الأوراق من البوابة اللبنانية، لكن ماذا عن الاحتمالات المفتوحة التي دخلتها المنطقة؟وماذا عن ساحات المقاومة المتحدة؟ هل سيكون كيان الاحتلال قادراً على تحمل سيناريوهاتها؟.

فور الإعلان عن استشهاد العاروري، خرجت الساحات الفلسطينية وخاصة في أرجاء الضفة الغربية بمظاهرات تواصلت حتى ساعات متأخرة من الليل، تطالب بالرد على الجريمة، وتتعاهد على المقاومة منهجاً لا حياد عنه، ليعمّ في اليوم التالي إضراب بأرجاء الضفة، حيث الصمت المطبق إضراباً بدا كهدوء ما قبل العاصفة؛ التي يتوقع المتابعون أنها ستنطلق من الضفة الغربية تسونامي بوجه الاحتلال وتكمل “طوفان الأقصى” ببأس أشد.

حالة تفاعل كبير على المستوى الرسمي والشعبي والعاطفي والنفسي المعنوي داخل الضفة الغربية، التي تعيش مقاومة لم تتوقف يوماً، فعملية اغتيال العاروري من شأنها أن تذكي روح المقاومة الثورية لفلسطيني الضفة الغربية، التي دخلت مرحلة جديدة في تصعيد المقاومة بوجه الاحتلال مع إطلاق عملية طوفان الأقصى، آلاف الشهداء والجرحى والأسرى من أبناء الضفة، وعمليات مقاومة أكثر نوعية واحترافية، رغم حملات الاحتلال (دهماً وتنكيلاً واعتقالاً) في مختلف المدن والبلدات والمخيمات، التي باتت أسماؤها في صدارة أخبار العالم.

بالتأكيد لا أحد يشك بقدرة الاحتلال عن إرسال طائرات مسيرة أو ضرب صواريخ لاغتيال قيادي مقاوم في أي مكان، كما لا أحد يشك بأن الاغتيالات كانت دائماً مفصلاً هاماً في المعركة مع العدو، أثمرت انتصاراً طورت فيه المقاومة أسلوبها وعملياتها وردها الحتمي، وهذا هو المتوقع.

فالاغتيالات بعد ثلاثة أشهر من عدوان وحشي على قطاع غزة، لم يحقق فيه الاحتلال فعلياً أياً من أهدافه، تعكس حالة الخلخلة التي يعانيها في منظومته السياسية والعسكرية، عمقت أزمة الثقة المفقودة بين أركان حربه، كما عمقت أزمة الثقة بين سلطاته ومستوطنيه، حيث تصدرت عملية اغتيال العاروري اهتمام وسائل إعلام العدو وأوساطه، رغم الصمت المطبق بقرار رسمي من رئيس حكومة الاحتلال، فبعيد لحظات من عملية الاغتيال اجتمع نتنياهو برئيسي الشاباك والموساد، تلاه باجتماع مع مجلس حربه، وإلغاء اجتماع المجلس المصغر (الكابينت)، اجتماعات أسفرت عن نشر قوات الاحتلال بكثافة في مناطق الضفة، وتعزيز أنظمته الجوية من القبة الحديدية والباتريوت في شمالي فلسطين المحتلة بمواجهة لبنان، حيث توجهت التحليلات مع ترقب السيناريوهات.

تقول المعطيات والأحداث إن إسرائيل غير قادرة على دخول معركتين بالتزامن (غزة ولبنان) وأرادت باغتيالها هذا استدعاء الولايات المتحدة من جديد لتصفية حساباتها مع قوى المقاومة في المنطقة، وفي وقت تؤكد الساحة اللبنانية مجتمعة أن الاغتيال في ضاحية بيروت انتهاك للسيادة اللبنانية، يراه البعض جس نبض لرد فعل المقاومة اللبنانية التي تؤكد دائماً أنها سترد على جرائم الاحتلال بما يؤلمه أكثر مما يتوقع، بينما يراه آخرون ـــ وهو الأكثر ترجيحاً ــ تصدير للفشل الإسرائيلي في غزة، ومحاولة للهروب إلى الأمام بفتح النار إلى جبهات أخرى، وخلط الأوراق، واستجلاب المزيد من الدعم والغطاء الأمريكي.

المؤكد أن الإسرائيلي يبحث عن صورة انتصار وهمي عبر اغتيالات لم تحقق له أي مكسب عسكري، وهو يحاول الإيحاء بأنه مهيمن على المنطقة، وخاصة أنه متيقن بأن جميع جرائمه محمية دولياً بالفيتو الأمريكي، وعسكرياً بالسلاح الأمريكي، واقتصادياً بأموال الإرهاب الأمريكي، لكنه يعيش إنكاراً أن التاريخ القديم والمعاصر أثبت وبالدليل القاطع أن هذا كله لم ينفع محتلاً، ولم يكسر مقاوماً.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *