خبر عاجل
مربون قلقون على دواجنهم من مرض “غشاء التامور”… مدير الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة لـ«غلوبال»: غير منتشر ويقتصر على المداجن التي لا تلتزم ببرنامج التحصين الوقائي الرئيس الأسد يلتقي وزير الخارجية الإيراني والوفد المرافق له رحيل قامة علمية وطبية كبيرة… الدكتور الأمين أغنى الوسط الطبي والعلمي بخبرة عقود طويلة التحول لـ«الدعم النقدي» توجُّه حكومي ينتظر الخطوة التالية… خبير اقتصادي لـ «غلوبال»: توزيعه نقداً عبر الحسابات المصرفية خطأ كبير لا وجود لأزمة نقل… عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لـ«غلوبال»: 15 طلب تعبئة مازوت يومياً والسرافيس تحصل على مخصصاتها كاملة ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة القيادة العامة للجيش تصدر أمر إداري بالتسريح سوسن ميخائيل تتعرض لأزمة صحية مازوت التدفئة يحرق الجيوب قبل استلامه بعد غياب لأكثر من شهر.. السوري عمر السومة يظهر مجدداً مع العربي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

عندما الوطن ينزف أطباءه

خاص غلوبال – زهير المحمد

قد يكون ماسمعناه من أستاذ في كلية الطب صادماً لكنه يضع الإصبع على الجرح، حيث أشار الأستاذ إلى أن معظم طلاب كلية الطب يبدؤون بتعلم اللغة الألمانية منذ السنة الأولى تحضيراً للسفر بعد التخرج إلى ألمانيا، بينما كان من المأمول أن يستلم هؤلاء راية المتابعة لدور أساتذتهم الذين سيحالون إلى التقاعد بسبب تقدمهم في السن.

وتعلم الألمانية لا يقتصر على طلاب الطب أو الكليات الطبية عموماً، وإنما باتت آخر موضة لدى الشباب تحضيراً للهجرة الشرعية أو غير الشرعية، لأن ظروف الحياة القاسية لم تعد تساعد الكثير من الشباب تحقيق أحلامه، بل تحقيق أبسط ما يصبو لتحقيقه أي شاب في مقتبل العمر، سواء أكان متعلماً أو غير متعلم يتعرض لصدمات تترك في نفسه تصدعات نفسية يعتقد ألا شفاء لها إلا بالسفر خارج بلده، الذي باتت فيه فرص العمل شبه نادرة وإن وجد تلك الفرصة لدى وزارات الدولة وجهات القطاع العام فإن راتبه حينها قد لايغطي ثمن باكيت الدخان اليومية.

لقد بات السفر إلى أي مكان في العالم هو أمل يراود الشباب، والكثير منهم يعرض حياته للموت بعد أن يدفع كل مدخرات أهله ويدفعها لسماسرة الهجرة غير الشرعية، الذين يحملون مراكبهم القديمة أربعة أضعاف قدراتها الفنية ويحشرون الشباب في قوارب الموت المستعجل كي يبتلعهم البحر عند أول موجة.

وهذا يدفعنا للقول بأننا لانصدر مكونات السلة الغذائية رغم حاجة المستهلكين لها فقط، وإنما نصدر العقول التي بنيناها لبنة لبنة أو بالأحرى تطردهم طاحون الحاجة إلى عمل يغطي الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة حتى لو كان الوصول إليه محفوفاً بالمخاطر.

فالراتب اليوم في القطاع العام لايكفي لشراء سندويشتي فلافل يومياً، وهذا الكلام قد ينطبق على المهن الحرة، وبات الشباب يعتقدون أن خلاصهم وتحقق أمانيهم لن يضمنها إلا السفر خارج القطر، وإلا كيف سيبنون أسرة ويؤمنون متطلبات حياتها اليومية.

لقد أتت الأزمة على خبراتنا في جميع الاختصاصات ومن مختلف الأعمار، ونخشى أن نتحول إلى مجتمع يعاني من الشيخوخة، وأن خروج أي إنسان من بيته والعمل داخل البلد لن يجدي نفعاً إلا خارج القطر، ما يعني أن التركيبة السكانية سوف تتغير كلياً وتصبح الغالبية العظمى من اليافعين والأطفال وكبار السن، بينما يذهب الشباب الذين يتعلمون مجاناً في جامعاتنا إلى خارج القطر حتى لو كنا بحاجتهم.

إن الحفاظ على شبابنا وتأمين فرص العمل لهم وبأجور تكفي متطلبات الحياة تفرض نفسها على المجتمع وعلى الأهل، علماً أن هوس السفر يجعل الكثير من الشباب يغامرون بحياتهم وبحياة أسرهم الصغيرة، ويذهبون في البحر غرقاً وبذلك خسارة للأهل وللوطن لايمكن تعويضها في المدى المنظور.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *