نحتاج قرارات لا تتخذها القمم
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
دائماً ما تخالجنا الأسئة حول ما قدّمته القمة الثلاثية التي ضمت قادة الأردن ومصر وفلسطين؟.
ربما كان العرب ينتظرون منها الكثير، وخاصة أن جولة بلنكن إلى المنطقة لم تحمل للعرب والفلسطينيين إلا حزمة من الكلام المكرّر المجرّد من أي مضمون.
الواقع أن القمة للأسف لم تأت بجديد واقتصرت على كلام سمعناه وقد نسمعه من بلنكن وإدارته، عن حل الدولتين وحماية المدنيين وعدم تصفية القضية الفلسطينية وترابط الضفة الغربية مع غزة، فيما كان الجميع ينتظر موقفاً حازماً تجاه “إسرائيل” مع فضح الموقف المتحيز حتى النخاع من الإدارة الأمريكية لحرب الإبادة التي تشنها “إسرائيل” بأسلحة أمريكية وبغطاء سياسي أمريكي جدده يوم أمس السيد جون كيربي بالقول “إن أمريكا ليست مع وقف إطلاق النار لأنه يصبّ في مصلحة حماس”، بمعنى أن كل عمليات الإجرام الإسرائيلي وتدمير معظم منازل الفلسطينيين على رؤوس ساكنيها لا تزال غير كافية، والمضحك المبكي ما قاله بلنكن، إنه يضغط على نتنياهو كي يسمح للغزّاويين بالعودة إلى بيوتهم في شمال القطاع مع أنه يعلم أن معظم الأحياء هناك سوّيت بالأرض إلا إذا كان بلنكن يرغب في إعادة الفلسطينيين للبكاء على الأطلال، وتذكّر ضحاياهم التي لا تزال عالقة تحت ركام المنازل، أو ربما كي يفسحوا مجالاً أكبر للقصف الإسرائيلي بتهديم ماتبقى في وسط غزة وفي جنوبها مع بعض الذرائع.
القرارات الهامة لا تحتاج إلى قمم، بل تحتاج إلى إرادة سياسية تسمي الأشياء بمسمياتها دون خوف أو مواربة تماماً كما فعل رئيس الوزراء العراقي عندما طلب من القوات الأمريكية مغادرة العراق، مؤكداً أن مهمتها في العراق وفي المنطقة قد انتهت، وأن “التحالف” الذي شكلته لمحاربة “داعش” قد فقد صلاحيته.
لقد ملت القيادة العراقية من القوات الأمريكية و”التحالف” غير الشرعي الذي بات يحارب كل من يحارب “داعش” في العراق وسورية.
إن واشنطن عدو للعرب وتجدد تحالفها مع الإرهاب الصهيوني وتغمض العين عن محاربة “داعش”، وأمن المنطقة لن يأتي إلا بعد حلول سياسية تعيد الحق لأصحابه، ولا يمكن أن نستورده مع البوارج الأمريكية والتصريحات الجوفاء لساسة أمريكا.
إن حالة الخطر الداهم هذه لن تنتهي إلا بموقف عربي موحد لا بتوصيات وبيانات إنشائية، لا أحد في واشنطن و”تل أبيب” سينفذ أي بند منها، فالمقرّرات يجب أن تقترن بالأفعال، كما تفعل قوى المقاومة في سورية ولبنان وفلسطين واليمن والعراق.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة