هل ينتهي استهجان ” 13″ عاماً؟
خاص غلوبال – سامي عيسى
ثلاثة عشر عاماً من الحرب على سورية، وقبل سنوات تخطيط وتدبير، وتقديم خطط وتبريرات لتنفيذ أجندتها بصورة فعلية على أرض الواقع، من أهلها ومدبريها من الدول المعادية للشعب السوري، وأدواتهم الاجرامية التي طالت كل مكونات الدولة الاقتصادية والخدمية، والعلمية وتخريب معالم وآثار حضارات تعاقبت على الأرض السورية ومكونها البشري، فكانت عنواناً حضارياً لم يرق لأهل الحرب وداعميها فكانت الحرب المسعورة التي مازال الشعب السوري يعيش أدق تفاصيلها السيئة في معيشته اليومية.
وبالتالي مهما قلنا وزدنا في القول عن آثار الحرب السلبية التي شنتها دول بعينها من غربية وأكثرها غربية وأخطرها، وربيبتهم (إسرائيل) والداعم الأكبر لهم أمريكا المهووسة بظلم العباد وحكوماتهم، على سورية بشعبها ودولتها وقائدها الذي صمد وقاوم حجم الظلم الذي استهدف الدولة بكل مقوماتها، وهذه الآثار لا داعي لحصرها، أو ذكرها لأنك كيفما التفت تجدها بدءاً من معيشة المواطن وصولاً لمكونات الاقتصاد والمجتمع وغيرها.
فالحجر دمر قبل البشر، ومؤسسات الإنتاج والاقتصاد والمزروعات والموارد الداعمة لمعيشة المواطن دمرت، وسرق أهمها من قبل الاحتلال الامريكي والتركي وأدواتهم الارهابية، لا لذنب اقترفه، وإنما لموقف امتد على كامل تراب الوطن، برفضه الظلم والاعتداء على دولته من قوى استعمارية وإرهابية، لا يعنيها كل معاني الأخلاق وما تحمله الإنسانية من قيم.
لأنه قرر الوقوف إلى جانب قائده وحكومته فحاربوه بلقمة عيشه، مستخدمين قطاع الطرق واللصوص و حثالة مجتمعاتهم التي صدرت لتخريب سورية وأهلها، دون أن ننسى من عاونهم وما زالوا من أهل البلد ممن يتمتعون بصفاتهم المذكورة، مواطنون أم ضعاف النفوس من التجار، ومن سار في ركبهم الذين استغلوا الأزمة، واحتكروا واستثمروا كل شيء لمنافعهم الشخصية طيلة سنوات عمر الحرب التي مازالت مستمرة بتدهور معيشة، يدفع من خلالها المواطن ضريبة موقفه الوطني، ومازال مستعداً لدفع المزيد انطلاقاً من وطنيته الخالصة.
لكن مقابل هذا كله ماذا فعلت الحكومات المتعاقبة تجاه هذا الموقف، هل أمنت مقومات معيشية تتماشى مع ظروف المرحلة دون أن ننسى حجم العقوبات والحصار الاقتصادي، وقوة الآثار السلبية على قوة الإنتاج، وهل فرضت رقابتها على السوق وضبطت الارتفاعات السعرية وخاصة ما يتعلق بأسعار المازوت والغاز والخبز، استجابة لمطالب المواطنين، وخاصة في ظروف المواطن بأمس الحاجة فيها للقليل من الدعم، بما يخفف معاناته اليومية في تأمين معيشة أقل ما نسميها حد الكفاف.
وما يقلقنا نحن كمواطنين استمرار ارتفاع الأسعار، وحدوث هوة كبيرة مابين الدخل، وما هو مطلوب لتأمين تلك المعيشة، والتي تحمل شعار التدهور المستمر، مستهدفاً المواطن الذي يعيش تحت ضغط جيوبه الفارغة من جهة، وتجار ركبوا موجة الأزمة وازدادوا ثراءً لخصوصية هذا الثراء، حيث لكل مادة مستغلها وسارقها ومن يعمل لحمايتها والمتاجرة بها لسهولة السيطرة والتحكم بمردوديتها.
والسؤال هنا هل هذه الاستجابة السريعة للحكومات المتعاقبة التي أعلنت عنها، ومازالت تعلنها على مدار الساعة، في تأمين حاجات المواطن لتأمين معيشة أفضل في ظل ظروف يحمل سرها ويلات حرب عمرها الزمني يدخل بعد أيام قليلة عامه ” 14″ مسجلاً حلقات متتابعة في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والملبوسات بأنواعها والكهربائيات والخضراوات واللحوميات وحتى الكماليات، وأجور النقل والخدمات اليومية ارتفعت لعشرة أضعافها، دون أن ننسى التعليم والكهرباء ووسائل التدفئة المعدومة، إلا من استطاع إليها سبيلاً، بطرق يعلمها القاصي والداني.
حالة استهجان كبيرة عمرها ثلاثة عشر عاماً من تصرفات الحكومات المتعاقبة لتأمين معيشة أفضل حملت وعوداً ذهبت أدراج الرياح، واليوم أيام قليلة وتدخل هذه الحالة عاماً آخر، فهل تسجل فيه الحكومة نفس الاستهجان، أم تحقق قفزة نوعية تنهيها وتدخل بإجراءات وقرارات تسمح بمعيشة أفضل ينسى بها المواطن ويلات حرب، وحالات الاستهجان السابقة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة