«طرق الموت» تحصد الأرواح… والمسؤولية جماعية
ارتفعت نسبة الوفيات بحوادث السير خلال الآونة الأخيرة بشكل كبير جداً، حيث تسببت بإزهاق أرواح مواطنين كثر، فلا يكاد يمرّ يوم إلاّ ويقع حادث مروري أو أكثر.
وطبعا بعد التسليم بأن الأمر كلّه قضاء وقدر، ولكن هناك أسباب تقف وراء تلك الحوادث، حيث تتصدر السرعة الزائدة، وربما عدم التقيد بإشارات المرور، أحد أبرز الأسباب.
وعلى المقلب الآخر، تأتي سوء حالة الطرق بشكل عامّ، حي تتسبب بنسبة من الحوادث، بسبب سوء البنية التحتية من طرق رئيسية وفرعية وانتشار الجور والمنعطفات الكثيرة، بالإضافة للازدحام في بعض الأحيان.
ولكن الحوادث التي شهدناها خلال الآونة الأخيرة، كان في أغلبها تقع على عاتق الضحايا، كحوادث دهس القطارات، ورغم كل التنبيهات بأن القطار لا يمكن التحكم بسرعته وإيقافه، إلاّ أن ثقافة عبور السكة ظلّت راسخة بالأذهان، حتى باتو ضحايا لها، علّ الناس تتعلّم من تلك الدروس، إضافة لذلك، هناك حوادث دهس على الاتسترادات، وهي أيضا تأتي بسبب عدم التقيد بحركة السير وإشارات المرور، ووقت العبور والتوقف.
الغرض من توقفنّا عند هذا الموضوع، أن نسلّط الضوء عليه بشكل أو بآخر بهدف التوعية، ولسنا هنا بصدد إطلاق شعارات عن تجنب السرعة الزائدة، لكن يجب الأخذ به و الانتباه للطريق وخاصة عند المفارق والتقاطعات والتأكد من سلامة المركبة وحالتها الفنية ولا سيما العجلات والفرامل قبل أيّة حركة، كما يجب مراعاة طبيعة الطريق وخاصة عند المنحدرات والمنحنيات، والتقيد بالإشارات الضوئية وعلامات المرور، إضافة للكثير من الأمور وقواعد السلامة التي من المفروض أن جميع السائقين على دراية بها.
لا يجب لأحد منّا أن يستخف بهذا الموضوع، فأسباب الموت باتت عديدة في سورية، ويبدو أنه من لم تزهق روحه الحرب، يذهب ضحية الحوادث.
وقبل أن نستهين بهذا الموضوع، فليتذكّر كلّ منا طلاّب جامعة تشرين الأربعة الذين قضوا الأيام الماضية دفعة واحدة وهم بعمر الزهور، أثناء ذهابهم للاستمتاع بإجازة الصيف، لتكون رحلتهم الأخيرة، مخلفين أمّهات ثكالى، وغصّات قلوب لن تجبر.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة