آلاف المستفيدين من جلسات الدعم النفسي في ريف دمشق… مديرة المشروع لـ«غلوبال»: نتائج التغذية الراجعة تؤكد التحسن السلوكي للأطفال وقدرتهم على تفريغ المشاعر بطريقة آمنة

خاص دمشق – بشرى كوسا

يعد الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال والأسر حجر الأساس لتحقيق الصحة العامة، كونه لايقل أهمية عن الحاجات الأساسية للإنسان من طعام وشراب ومسكن آمن، وتحقيق ذلك يتطلب تكاتف الجهود المجتمعية عبر تحديد الاحتياجات في مجال الصحة النفسية ومعالجتها.

مديرة مشروع الدعم النفسي الاجتماعي في جمعية انعاش الفقير سوزان الباشا أكدت في تصريح لـ«غلوبال» أن الجمعية بالتعاون مع منظمة اليونيسف تستهدف الأطفال من  عمر 6- 18سنة من خلال جلسات دعم نفسي وهي عبارة عن 16جلسة، ويتم تناول موضوعات تناسب هذه الفئات العمرية، إضافة للعمل مع أهالي الأطفال وفق دليل الرعاية الوالدية وهي مكونة من 12 جلسة، بهدف الوصل لتحقيق الأهداف، ثم يقوم فريق إدارة الحالة بمتابعة الأطفال الذين تعرضوا للتنمر أو العدوانية أو الإنطوائية أو للتحرش بشكل شخصي.

ولفتت الباشا إلى وجود جلسات خاصة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي(4جلسات)، وجلسات توعية حول مخاطر مخلفات الحرب.

وبالنسبة لأعداد المستفيدين في عدة مناطق ريف دمشق خلال الفترة الممتدة منذ الشهر السادس من العام 2022 لغاية نهاية العام 2023، بلغ عدد المستفيدين من جلسات الدعم النفسي الاجتماعي
12371 مستفيداً، وبالنسبة لجلسات الدعم حول مخاطر مخلفات الحرب فقد بلغ عدد المستفيدين 25524 مستفيداً خلال الفترة المذكورة آنفاً، ما ساعد في تجنب العديد من الأطفال مخاطر مخلفات الحرب بعد عودة الأهالي إلى منازلهم.

كما أشارت الباشا إلى أن عدد المستفيدين من جلسات إدارة الحالة نحو 615 مستفيداً من العدد الكلي البالغ 720 حالة وفيها تتم متابعة الأطفال بشكل فردي للوصول بهم لنقطة أمان.

كما تتطرق الجمعيات في عملها إلى جلسات الحماية من الاستغلال الجنسي، وتم الوصول إلى 3343 مستفيداً من الأطفال والكبار، وعدد المستفيدين من جلسات الحماية العامة 21680 مستفيداً، وعدد المستفيدين من حملات التوعية حول العنف القائم على العنف الاجتماعي 8139 مستفيداً.

ولفتت الباشا إلى أن النسبة الأكبر من الأطفال تعرضوا لعنف سواء (لفظي أو جسدي) وتنمر، حيث يتم تقديم علاج طبي لهم بالتعاون مع أطباء نفسيين عبر خارطة خدمات تقدمها الجمعية لإدارة الحالة.

وكشفت الباشا بأن الجمعيات واجهت صعوبات في تقبل المجتمع لمفهوم الدعم النفسي، ولكن من خلال مواصلة العمل  مع الأهالي، تم الوصول إلى نتائج أفضل خاصة في المدارس من خلال التغذية الراجعة التي أكدت التحسن السلوكي للأطفال، والثقة في تفريغ المشاعر بطريقة آمنة والتحول إلى أشخاص فاعلين، جميعها عوامل ساهمت في أن  يصبح المفهوم أكثر قبولاً وانتشاراً.

ونوهت الباشا إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تعد المظلة الرئيسية التي تعمل تحتها كافة الجمعيات الخيرية، وخاصة في حالات الموافقة على التدخل لتقديم الدعم النفسي لأطفال المدارس، إضافة لتقديم الدليل الجديد للمنظمات غير الحكومية في ريف دمشق، والتركيز على المساحات الصديقة للطفولة في كل مكان في سورية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة