خبر عاجل
معاناة وخلل بنسب التكلفة إلى الربح… رئيس جمعية صناعة الخبز بحماة لـ«غلوبال»: نقل طن الدقيق للأفران الخاصة بـ30 ألفاً وقطع الغيار باهظة الثمن دير الزور تستعد لتوزيع مازوت التدفئة…عضو مكتب تنفيذي لـ«غلوبال»: 7.2 ملايين ليتر حاجة المحافظة من المازوت عباس النوري: “سأصلي في القدس يوماً ما” زيت الزيتون بين مطرقة التصدير وسندان الاحتكار… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: ضرورة مكافحة غش المادة والتوازن بين السوقين المحلية والخارجية تأخرتم كثيراً… نحن بانتظاركم! 182 ألف إجمالي الوافدين عبر معبر جديدة يابوس… عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لـ«غلوبال»: استقبال 45 عائلة بمركز الحرجلة ضبط النفس انتهى… والصواريخ وصلت مبتغاها تخديم مدارس وتجمعات القنيطرة بالمياه مجاناً… رئيس تجمع سبينة لـ«غلوبال»: آبار جديدة بالخدمة مع منظومة طاقة شمسية شحنة جديدة من الأدوية… مدير الصحة بالحسكة لـ«غلوبال»: مخصصة لإحدى المراكز الريفية واسعة الخدمة عدسة غلوبال ترضد فوز الشعلة على تشرين
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الانسحاب الأمريكي من سورية بات أقرب إلى الحقيقة

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

يبدو أن الانسحاب الأمريكي من الأراضي السورية قد وضعته للإدارة الأمريكية على نار إعلامية حامية، وبعد تسريبات إعلامية عن مراجعة أمنية لجدوى بقاء القوات العسكرية في المنطقة، عقدت على الفضائيات العديد من الندوات والحوارات حول مستقبل القوات الأمريكية في سورية والعراق، ولتبريد تلك المعلومات صرحت مصادر البيت الأبيض بأنه لا خطط لدى إدارة بايدن الآن لسحب القوات الأمريكية من سورية، وبين البقاء والانسحاب شعرة يمكن أن تقصم ظهر الشائعات وتوضح الأمور.

لكن بالمقابل فإن احتمالات الانسحاب أو البقاء لها ما يرجحها، فالمصالح العدوانية الأمريكية والدور التخريبي الاقتصادي والأمني والمصالح الإسرائيلية في قطع طريق التواصل الإنساني بأبعادة الاقتصادية والتنموية والأمنية الواصل من طهران إلى ساحل المتوسط مروراً بالعراق وسورية ولبنان، ودعم الحركة الانفصالية شرقي الفرات كل ذلك يقبع في أولويات التفكير الأمريكي بالبقاء في سورية، لكن ما يضغط على الإدارة ويجعلها تعيد تقييمها الأمني لوجودها في المنطقة يحتّم عليها التفكير جدياً بالانسحاب، وخاصةً أن أمريكا تعودت أن يكون وجودها غير مكلف أمنياً وهذا بات مستحيلاً لأن قواعدها غير الشرعية في سورية تتعرّض يومياً للقصف من المقاومة، وبغض النظر عن حجم الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن تلك الاستهدافات فإن التفكير الأمريكي لا يحتمل بقاء جنوده كصيدٍ سهل في المنطقة، ولا ننسى تصنيف القوات الأمريكية في سورية والعراق بأنها “قوات احتلال”، وبالتالي تعرضها للهجمات لا يمكن ربطه فقط بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وإن كانت تلك الحرب قد أججتها، ناهيك عن أن تركيا العضو في الحلف الأطلسي والحليف التاريخي لواشنطن ليست مرتاحة للوجود الأمريكي في سورية، باعتباره يؤمن الغطاء العسكري والسياسي للتنظيمات الكردية التي تتناقض مصالحها مع مصالح تركيا وسورية وإيران، وعند الحسابات الجدية لن تتمسك أمريكا بالحركة الانفصالية الكردية على حساب علاقتها مع حليف مثل تركيا.

أما بالنسبة لما يتعلّق بأمن “إسرائيل” فقد بات لدى أمريكا قناعة تامة بأن الخطر الوجودي الذي يتهدد الكيان هو نابع الآن من داخل فلسطين المحتلة، وأنه يمكن التخفيف من خطر محور الممانعة على “إسرائيل”، من خلال عمليات الاغتيال والضربات الموضعية عن بعد التي يمكن أن تقوم بها القوات الأمريكية والبريطانية والأطلسية عموماً المتواجدة في المتوسط والبحر الأحمر والخليج دون أن تتعرض تلك القوات للخطر، لأنها تتعامل مع أهدافها عن بعد، فضلاً عن وجود أسباب أخرى تتعلق بالرأي العام الأمريكي وبمعارضة أكثر من مئة عضو في الكونغرس لاستمرار الوجود الأمريكي في سورية ومطالبتهم بالانسحاب منها فوراً.

إن كل ذلك مجرّد تحليل يساوي بين احتمالات البقاء أو الانسحاب، لكن ترجيح كفة احتمال الانسحاب يتوقف على استمرار مقاومة الاحتلال الأمريكي واستهداف قواعده، وخاصةً أن الغطاء القانوني متوفر لكل من يستهدف تلك القوات المحتلة.

إن من يراهن على تواجد أمريكي دائم في سورية والعراق واهم، ومن يعتقد أن استهداف قواعده وجنوده ومصالحه في سورية والعراق وفي البحر الأحمر والمتوسط والخليج مرتبط فقط بالعدوان الإسرائيلي على غزة هو واهم أيضاً، وبالتالي على فرسان ما يسمى بالإدارة الذاتية أن يسارعوا لتسوية أوضاعهم مع دمشق قبل فوات الأوان، لأن أمريكا ربما تنسحب بعد يوم من تصريح تقول فيه، إنها باقيةٌ وعليهم أن يأخذوا العبرة من كل من تحالفت معه‍م أمريكا معهم سابقاً وقطعت حبل التواصل معهم بعد أن أوصلتهم إلى منتصف بئر الخيانة والتآمر، وخاصةً أننا نشهد الآن تحضيرات لعقد اجتماع سوري تركي روسي إيراني إحياءً لمسار “أستنة” المجمّد منذ سبعة أشهر، وما قد يتمخض عنه من تغيرات محتملة يتم التحضير لها في الإقليم لا تصبّ في مصلحة المراهنين على الوجود الأمريكي.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *