ازدياد مطرد لظاهرة انحراف الأحداث… مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء لـ«غلوبال»: السبب رفاق السوء والتفكك الأسري والتسرب من المدرسة
خاص السويداء – طلال الكفيري
لم تعد المقاعد الدراسية وللأسف هي الاختيار المفضل لدى بعض الشباب، ولاسيما الذي يفتقدون لتربية سليمة تحت جناحي الوالدين، ليصبح التسكع في الشوارع والأماكن المشبوهة هي لغتهم المعهودة، ما يؤدي إلى وقوعهم في المحظور.
ولعل انسحاب غطاء التربية السليمة التي كانت سائدة فيما مضى عن هؤلاء الشباب وحسبما تحدث به عدد من المجتمع المحلي لـ«غلوبال» أوقعهم في مهاوي الرذيلة، فيكاد لا يمضي يوم إلا ونسمع عن حالات سلب ونهب هنا، واختطاف بقوة السلاح هناك، “أبطالها” شباب دون سن 18 عاماً، والمتتبع لكل هذه الأحداث المتكررة بشكلٍ شبه يومي، بات يدرك أن الشوارع المظلمة في العديد من مدن وقرى المحافظة، أضحت بيئة خصبة لمن هم عن أعين أهلهم ومجتمعهم بعيدين، ما أوقعهم فريسة سهلة بأيدي أصحاب السوابق ومروجي الممنوعات.
مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء المهندس سامر بحصاص أكد لـ«غلوبال» أن ظاهرة جنوح الأحداث أصبحت تشهد ازدياداً مطرداً هذه الأيام، ويبلغ عدد الموقفين بالسجن المدني في السويداء، لعدم وجود مركز لملاحظة الأحداث على ساحة المحافظة 11 حدثاً، وفي كثير من الأحيان يتم إيداع من هم تحت سن 15 عاماً في جمعية الرعاية الإجتماعية، التي تعد الوحيدة في المحافظة، المحتضنة أيضاً للمشردين والأيتام.
لافتاً إلى أن جرائم هؤلاء الأحداث متنوعة منها تعاطي حشيش ومخدرات، ومنها سرقة مال عام من كوابل هاتف وكهرباء، منوهاً إلى أنه بعد دراسة أوضاعهم الاجتماعية تبين أن انحرافهم مرده إلى رفاق السوء والتفكك الأسري، والتسرب من المدرسة.
وفي السياق ذاته أشارت المرشدة الاختصاصية للارشاد الاجتماعي المشرفة على مدارس السويداء للتعليم الأساسي عهد العماطوري لـ«غلوبال»إلى أن انحراف الأحداث تكمن وراءه أسباب عدة، أولها التفكك الأسري، ما أبقى الأبناء يواجهون مصيرهم بمفردهم، الذي بكل صراحة خط حروف الوالدين، من جراء الخلافات العائلية الدائمة بينهما التي غالبيتها تنتهي بالطلاق.
بينما السبب الآخر برأي العماطوري هو موت الأب أو الأم، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى ضياع الأبناء الأيتام لكونهم ونتيجة لغيابهم عن مراقبة الأهل، باتوا أرضاً خصبة يرتع فيها الجنوح والتشرد، ولاسيما بعد أن استغل البعض حاجاتهم المادية ما أوقعوهم في شركهم.
لتضيف: علينا ألا ننسى أيضاً المعاملة السيئة التي يتعامل بها الأب مع أبنائه، وبالتالي طردهم من المنزل لأيام عدة ما أبقى الشارع ورفاق السوء هما مآوهم، وهذا قد ينعكس على الأبناء بشكل سلبي فمن المفترض بالأب أن يستمع لمشاكل أبنائه ويسعى لحلها، وأن يكون على معرفة تامة بسلكوكيات أصدقائهم.
ولم تخف العماطوري أن السبب الرئيس في انحراف الأحداث أيضاً هو العامل الاقتصادي ومؤثراته في الفقر والبطالة والتشغيل وتدني مستوى دخل الفرد، ما يؤدي إلى عجز رب الأسرة عن تلبية احتياج أبنائه، ما يدفعهم للبحث عنها عند الخارجين عن القانون.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة