مقتل الجنود الأمريكيين نتيجة حتمية لسياسات واشنطن العدوانية
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
كان يوماً حزيناً في الولايات المتحدة الأمريكية وفق تعبير طاقم الإدارة بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وجرح ستة وثلاثين في هجوم استهدف قاعدتهم غير الشرعية قرب الحدود السورية العراقية الأردنية.
ومن المرجّح أن هذا اليوم الحزين سوف يتكرّر في الأيام القادمة إذا بقيت القوات الأمريكية تمارس عدوانها المباشر أو غير المباشر في فلسطين المحتلة وسورية والعراق واليمن، فكل فعل يقابله ردّ فعل قد يساويه مع الاختلاف في السرعة.
يومهم الحزين تُعقد لمناقشته حلقات الندب والتحليل والتهويل والتهديد، وكأن الأمريكان الذين قتلوا من أصحاب الدم الأزرق أو من كوكب آخر لا يجوز لأحد أن يتعرّض لمقامهم المبجّل، على الرغم من دورهم الاحتلالي القذر وغير الشرعي.
وتشعر الإدارة الأمريكية بموجات ملاطمة من الحزن على عددهم القليل، لكنها لم تشعر بها وهي ترى جثث ست وعشرين ألف طفل وإمرأة ومدني في غزة، وعشرات الآلاف من الجرحى، بل وتمدّد فرص القتل لـ”إسرائيل”، وتقوم باغتيال العسكريين والمدنيين بالذراع الإسرائيلي أو بذراع الإرهاب، فالأحاسيس المرهفة وفق الشريعة الأمريكية تقتصر على من يمارسون العدوان ويعتقدون أنهم بمنأىً عن العقاب.
لم تترك الإدارة الأمريكية لها صديقاً في المنطقة وربما في العالم، وتعتقد أن ما تملكه من قوة عسكرية يمكّنها من ردع المظلومين عن الانتقام من ظالميهم، وأن تصريحاتها بالحفاظ على عدم توسيع دائرة الصراع، مع أنها تواصل إجرامها في سورية ولبنان والعراق واليمن، يمكن أن تنطلي على أحد.
كذلك فإن الأيام الحزينة التي تشهدها شعوب المنطقة منذ عقود من الزمن لم تحرّك الإدارة الأمريكية لوقف سياساتها العدوانية الاستباحية.
كثيرون يتحدثون عن ردود أمريكية على مقتل جنودها وكأنهم يقولون، إنه “يجب الاستسلام للوجود الأمريكي أو الأجنبي”، ولا يعلمون أن المقاومين قد وضعوا أرواحهم على أكفهم لتحقيق أهداف نبيلة تخلص شعوب المنطقة من شرور الاحتلال، وأن هذا الطريق بالتأكيد ليس مفروشاً بالورود لأن الأعداء لايفهمون إلا منطق القوة.
وبالتأكيد فإن قتل الجنود الأمريكيين ونجاح الاستهداف للأمريكيين هو تحول نوعي وسوف يتكرّر مهما كانت ردود الفعل الانتقامية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة