أفران خاصة تطالب بإصدار لائحة أسعار جديدة للخبز تتماشى مع التكاليف… رئيس جمعية المخابز بدمشق لـ«غلوبال»: يضطرون للتلاعب بوزن الربطة للتخفيف من الخسائر
خاص دمشق – مايا حرفوش
يشكو أصحاب الأفران الخاصة بدمشق من مسألة الارتفاع الكبير بتكاليف الإنتاج لدرجة لم يعد يستطيعون تحملها.
وأوضح عدد من أصحاب الأفران الخاصة بدمشق لـ«غلوبال» بأن ارتفاع تكاليف الإنتاج، أجبرت العشرات من أصحاب إلى ترك الكار، ومن بقي يعمل يضطر إلى إنقاص وزن ربطة الخبز لكي يستطيع تغطية التكاليف المرتفعة، من أجور عمال وأجور نقل الطحين وأجور الأفران وإصلاح الآلات.
ويوضح أصحاب الأفران إلى أن اضطرارهم للتلاعب بوزن الربطة يضعهم بمواقف خطرة ولاسيما حين ضبط ذلك الأمر من قبل التموين، إذ يتعرضون لغرامات مالية كبيرة، وعقوبات قضائية.
ويرى أصحاب الأفران الخاصة بأن حل معاناتهم تكون إما بإصدار لائحة أسعار جديدة لمنتجهم من الخبز تتناسب مع تكاليف الإنتاج، علماً أن التسعيرة قديمة ولم تعدل منذ أربع سنوات، أو أن يتم إعادة دعمهم بمادة المازوت وأن تتحمل مؤسسة الحبوب مهمة إيصال الطحين إلى مخابزهم وفق ماكان يتم منذ سنوات.
بدوره، رئيس جمعية المخابز بدمشق ممدوح البقاعي أكد في تصريح خاص لـ«غلوبال» بأن أصحاب الأفران الخاصة يعانون من واقع عمل صعب فرضه ارتفاع تكاليف الإنتاج الكبيرة، مشيراً إلى أنه ورغم ذلك الواقع لم يتم تعديل التسعيرة المعتمدة منذ عام 2020.
ودلل البقاعي على الخسائر التي يتحملها من بقي يعمل بالأفران الخاصة قائلاً: كأبسط مثال كان سعر كيلو الملح الصخري المضاف للخبز من أربع سنوات 100 ليرة، أما اليوم فسعره 1100 ليرة، كما أن أصحاب الأفران يضطرون يومياً لإحضار الطحين بوسائل النقل على نفقتهم الخاصة، علماً أن نقل كل طن منه يكلف بين 50 – 60 ألف ليرة، هذا عداك على أجور عمال العتالة الذين يتقاقضون على تحميل وتفريغ السيارة عن كل طن مبلغ يتراوح بين 8 – 10 آلاف ليرة.
وقال البقاعي: إضافة إلى ذلك فهناك ارتفاع بأجور المخابز لكون معظمها عقارات مستأجرة، كما أن هناك ارتفاعاً بأجور العمال، فعجان الخبز لايقبل يومية أقل من 50 ألف ليرة، وكذلك فإن إصلاح آلات المخابز مكلفة جداً.
ولم يخف البقاعي بأن معظم أصحاب المخابز الخاصة يضطرون للتلاعب بوزن ربطة الخبز، وذلك كنوع من تعويض خسائرهم.
مشيراً إلى أن العشرات من أصحاب الأفران الخاصة تركوا الكار إلى غير رجعة، لافتاً إلى أن عدد المخابز الخاصة بدمشق قبل الحرب على سورية كان عددها نحو 300 مخبز، أما الآن فإن عددها 42 مخبزاً، علماً أن كل مخبز يعمل به بين 6-7 عمال.
مشيراً إلى أن المخابز الخاصة تتحمل إنتاج نحو 45 بالمئة من كميات الخبز المنتجة، مقابل 55 بالمئة من إنتاج الخبز تنتجها الأفران العامة.
وتوقع البقاعي بحال عدم إصدار لائحة كلف جديدة تناسب ما يتكلف به أصحاب المخابز فإن ذلك الأمر سيؤدي إلى تناقص عدد المخابز.
وأوضح البقاعي بأن الجمعية أرسلت للمعنيين في المحافظة وفي وزارة التجارة الداخلية بياناً في تكلفة إنتاج الخبز بالمخابز الخاصة، إلا أنه ولغاية الآن لم يتم اعتماد لائحة أسعار جديدة.
وكشف البقاعي بأن تكلفة إنتاج ربطة الخبز على أصحاب الأفران الخاصة تتراوح بين 500 – 700 ليرة، منوهاً أن الأفران تحصل على الطحين والخميرة وأكياس الخبز بالمجان من مؤسسة الحبوب.
وختم البقاعي حديثه بالقول: إن حل معاناة العاملين بالأفران الخاصة تكون إما بتعديل سعر ربطة الخبز وفق تكاليف الإنتاج، أو أن يعاد الدعم بسعر المازوت وإيصال الطحين إلى المخابز على نفقة مؤسسة الحبوب.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة