يدّعون السلم بالاعتداء على من يقاوم إرهابهم
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
قبل أن تنطفئ نار الصواريخ الأمريكية، وعلى وقع العدوان الإرهابي الذي بدأته واشنطن على مواقع في سورية والعراق فجر أمس، يتشدّق قائد القوات المركزية الأمريكية بتصريح ينزف وقاحة واستخفافاً بعقول الأمريكيين قبل المتضرّرين من العدوان، عندما يدّعي أن “فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لا يزال يشكل تهديداً على أمن العراق والمنطقة”.
رغم أن هذا الفيلق ساند القوات السورية والعراقية ضدّ “داعش”، وامتزجت دماء شهدائه مع ثرى سورية والعراق، لتطهيره من رجس الإرهاب الذي رعته واشنطن بعد أن أسست “القاعدة” واستنسخت عنه “داعش” باعتراف المسؤولين الأمريكيين أنفسهم.
إن هذا العدوان وفق تصريحات الرئيس الأمريكي ورعاة الإرهاب في إدارته هو عدوان على الشعبين السوري والعراقي وعلى سيادة سورية والعراق، قبل أن يكون اعتداء على فصائل مقاومة -تدعمها إيران وفق التصريحات الأمريكية- في محاولةٍ لتبرير اعتداءاتها الآثمة والمستمرة قبل غزو العراق وحتى الآن، بحجج وأكاذيب لا تختلف عن كذبتها المشهورة بـ«امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل» التي اعتراف كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق بأنها كانت كذبةً سوّقها أمام مجلس الأمن.
وإذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعطى الأوامر لآلة العدوان أن تستهدف شعوب المنطقة، يصف الرئيس الأمريكي السابق ترامب الذي أعطى أوامره لضرب العديد من المطارات والمواقع العسكرية في سورية قبل خمس سنوات بـ«المعتوه» وأوصافاً أخرى نخجل من ذكرها، وهو يدرك أو لا يدرك بأن الكلام صفة المتكلم، وأن سياساته وخياراته وكل ما ينفذه امتثالاً لأوامر لوبيات صناعة الأسلحة في أمريكا والغرب، هو دليل على أنه لا يختلف في شيء عن خصمه الانتخابي ترامب، وخاصةً إذا كان يعتقد أن طائراته وأسلحته يمكن أن تحقق الأمن لجنوده وهم يعتدون على شعوب المنطقة وينهبون خيراتها.
بالتأكيد يُدرك بايدن أن أمريكا هي التي حولت الكرة الأرضية الى بؤر للحروب والأزمات وأطاحت بالأمن والسلم الدوليين، ورعت وترعى الإرهاب القاعدي والداعشي والصهيوني، وتداعيات سياستها العدوانية تلك لاتزال ماثلة في أفغانستان والعراق وسورية وغزة، وفي قارات العالم وبحوره ومحيطاته.
لكن على بايدن وإدارته أن يدركوا جيداً أن شعوب المنطقة وأحرار العالم الذين يكتوون بنيران العدوان لا خيار لهم إلا مقاومة المحتلين، وإرسال المزيد من جنودهم ومرتزقتهم في صناديق كتلك الصناديق التي كان الرئيس بايدن وزوجته في استقبالهم لحظة وصولهم إلى أمريكا.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة