الغرب يسوق الأوهام تحت دخان الصواريخ
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
تصريحات مفعمة بالوعود الكاذبة يسمعها العرب من واشنطن ولندن وباريس، حيث تصرّ واشنطن على حل الدولتين الذي اعتبرته خياراً إستراتيجياً لحلّ مشكلة الصراع العربي الفلسطيني منذ عقود من الزمن، لكنها لم تحرك ساكناً للمضيّ خطوةً واحدة على طريق يحتاج إلى نوايا صادقة، وإلى تحويل الأقوال إلى أفعال.
فيما عبرت لندن وعلى لسان وزير خارجيتها كاميرون أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، وكذلك قالت باريس
أما ما يتعلق بحماية المدنيين وتقديم المساعدات للمنكوبين فحدّث ولا حرج؛ فوزير الخارجية الأمريكي الذي يحزم حقائبه المملوءة بالدجل للتوجه إلى المنطقة لن ينسى – فور وصوله إلى المنطقة- اجترار تصريحاته التي تعودنا عليها حول حماية المدنيين وتقديم المساعدات وحل الدولتين واحترام قوانين الحرب، فيما تقوم “إسرائيل” بقتل المدنيين وعرقلة وصول المساعدات.
كل ذلك يأتي بعد أن أوقفت واشنطن وعدداً من دول الاتحاد الأوروبي تمويل “الأنروا” التي تعتبر المنظمة الأهم في تقديم المساعدات داخل فلسطين وخارجها، وذلك تماشياً مع الرغبة الإسرائيلية، وتتحضر واشنطن لإقرار مساعدات بعشرات مليارات الدولارات لـ”إسرائيل” وأوكرانيا، ويقومون بكل ما يناقض تصريحاتهم التي يكذبون بها لتبريد حرارة الرأي العام داخل دولهم وخارجها، حيث يتظاهر آلاف الناس يومياً احتجاجاً على حرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ الفلسطينيين، وعلى الدعم الأمريكي والغربي لتلك الحرب وتمديدهم لمهلة الإبادة أشهراً أخرى.
لكن الكذبة الأهم التي تتاجر بها واشنطن أنها لا تريد توسيع دائرة الحرب وحصرها في غزة، فيما تقوم “إسرائيل” بالعدوان على غزة والضفة ولبنان وسورية، وتقوم أمريكا ومعها بريطانيا التي كانت “عظمى ولا تغيب عن مستعمراتها الشمس” في سالف الزمان بالاعتداء على سورية والعراق واليمن، ولم نعد نعلم ماذا يعتبرون تلك الاعتداءات وتلك الحرب التي تشتعل نيرانها في كامل الإقليم، والتي شاركت فيها ولأول مرة طائرات الـ”بي ون” وانطلقت من قواعدها في أمريكا لتقصف في سورية والعراق بعد أن كانت تدّخر استخدام تلك الطائرات لحروب عالمية، لأن تلك القاذفات العملاقة تعتبر قواعد عسكرية متحركة.
أما الكذبة الأشد فظاظة فهي ادعاء واشنطن وبريطانيا أن قصف دول الإقليم الذي تستخدم فيه كل هذه الأسلحة الاستراتيجية هو “مجرّد دفاع عن النفس” وكأن الذين يدافعون عن أرضهم ويقاومون القوات العسكرية التي تحتل بلادهم، وتنهب خيراتهم وتقتل أهاليهم في غزة والضفة ولبنان وسورية والعراق واليمن يهاجمون واشنطن أو لندن، وهم الذين يقطعون آلاف الكيلومترات ليقتلوا مقاومين يدافعون عن أنفسهم.
أمريكا وبريطانيا ودول الغرب قاطبة يخوضون جميعاً في مستنقع من الوعود الكاذبة، ويريدون (سلفنة) أكاذيبهم بما يتوافق مع حبال الكذب المصنوعة من المطاط، والتي تبقى قصيرة وسرعان ما يتبين للقاصي والداني أنها لا تخفي سوى مزيد من التزييف والتدليس بحق الشعوب.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة