خبر عاجل
ارتفاع أسعار الحطب… مواطنون لـ«غلوبال»: يجب إيجاد بدائل لمازوت التدفئة جهود لتأمين حسن الاستضافة… عضو المكتب التنفيذي باللاذقية لـ«غلوبال»: توزيع الوافدين من لبنان على مراكز مخدمة 164 ألف وافد عبر معبر جديدة يابوس… عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لـ«غلوبال»: مستنفرون لتأمين احتياجات أهلنا القادمين من لبنان عدوان إسرائيلي على دمشق الـ”gps” يعرقل النقل ويزيد أزمات المواصلات… مصدر في محافظة حمص لـ«غلوبال»: إصلاح نظام التتبع وتعويض الخسائر يتم مركزياً من “محروقات” و”تكامل” درع الاتحاد السوري.. الشعلة يتجاوز عقبة تشرين توزيع مازوت التدفئة ستكون بدايته من المناطق الأكثر برودة… مدير التجارة الداخلية في السويداء لـ«غلوبال»:7 ملايين ليتر احتياج المحافظة بالدور الأول جريمة قتل جديدة في حلب… مواطنونلـ«غلوبال»: يجب استنفار كل الطاقات والقدرات المتاحة لتوقيف كل متورط ومحاسبة الفاعلين الدكتور فيصل المقداد يؤدي اليمين الدستورية نائباً لرئيس الجمهورية حريق بمنزل في منطقة السيدة زينب بريف دمشق… رئيس البلدية لـ«غلوبال»: اصابة أحد المواطنين بحروق وأضرار مادية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

لاجدوى من طاقات لا تدير عجلات الاقتصاد!

خاص غلوبال ـ علي عبود

إنها فعلاً لأخبار سارة عندما تكشف إيران أنها دخلت نادي الطاقة “الكهروذرية”، فهي أخبار سارة لكل البلدان التي تربطها علاقات وثيقة مع إيران من جهة، وبحاجة ماسة إلى الكهرباء من جهة أخرى.

ونشير في هذا السياق إلى إن الحكومة الإيرانية لم تتوقف على مدى السنوات الماضية عن عرض خدماتها ”الكهربائية” بشروط ميسرة، البعض قبل هذه الخدمات ”العراق”، والبعض الآخر رفضها “لبنان”، بل إن بلداً مثل باكستان لايزال يطلب من إيران المزيد من مشاريع التعاون في مجال الكهرباء.

نعم، لقد أعلنت إيران في مطلع الشهر الجاري عن مشاريع لبناء أكبر مجمع للطاقة النووية قي المنطقة بقدرة إنتاج 5 آلاف ميغاوط من الكهرباء، بمدينة سيريك جنوب البلاد، وهي أكبر بكثير من محطة “بوشهر” للطاقة النووية، في محافظة هرمزغان، ترى ماذا يعني تحول إيران إلى واحدة من أبرز دول العالم بإنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة والمشغلة لعجلات الاقتصاد الوطني؟.

كأنّ إيران تقول لأمريكا تحديداً ولكل الغرب: تباً لعقوباتكم، هانحن الأقوى بإنتاج الطاقة الكهروذرية في المنطقة،
وهي أيضاً رسالة لبلدان منطقتنا المنشغلة بالطاقات المتجددة: لاجدوى من طاقات لاتدير عجلات الاقتصاد.

ولا توجد مبالغة في هاتين الرسالتين، فمحطة الطاقة النووية سيريك بطاقتها الكبيرة سوف تكون بمثابة بنية تحتية لاقتصاد إيران وتقدمها في كل المجالات الإنتاجية والخدمية، وستتيح لدول المنطقة الاستفادة منها، ومن اللافت جداً أن تكون باكستان الدولة الوحيدة المتحمسة لمشاريع إيران الكهروذرية.

ولا يقتصر الأمر على هذه المحطة الجديدة، فقد سبق وكشف رئيس منظمة الطاقة الذرية في إيران، محمد إسلامي نهاية العام الماضي بأن إيران حددت 5 نقاط ساحلية في أربع محافظات جنوبية لإنشاء مفاعلات كهروذرية، مايؤكد نية إيران التحول مثل الدول الكبرى باتجاه الطاقة النظيفة بإمكاناتها اللامحدودة.

وبما أن حاجة إيران لاتتجاوز 20 ألف ميغاواط، وبما أن لديها القدرة لبناء محطات كهروذرية فإنها أعلنت عن استعدادها لتزويد الدول الصديقة بحاجاتها من الكهرباء، وقد أعلنت إيران في تشرين الثاني الماضي عن استعدادها للاستثمار في تطوير خطوطها لتبادل الكهرباء مع باكستان، وخاصة تزويد المنطقة الحدودية من باكستان التي تحتاج مشاريعها التنموية إلى مالايقل عن 2000 ميغاواط.

ولم تكتف باكستان بالكلام، فلأنها تدرك الإمكانات الهائلة للمحطات الكهروذرية بتشغيل عجلات الاقتصاد، فقد طالبت إيران بتشكيل مجموعة عمل فنية مشتركة للطاقة حتى يمكن متابعة التعاون بمزيد من الجدية والسرعة، ورأت حكومتها أن إيران تعتبر من أفضل الخيارات لتزويد باكستان بالطاقة الكهربائية، فالقدرة المركبة للكهرباء في باكستان تبلغ حوالي 40 ألف ميغاواط، وبالنظر إلى عدد السكان فإن معدل استهلاك الفرد من الكهرباء مرتفع جداً، وهذا يدل على وجود سوق كبير للطاقة في هذا البلد.

وقد بدأت إيران فعلياً منذ أيار 2023 بمدّ ميناء غوادر الباكستاني بـ100 ميغاوات من الكهرباء يومياً، وهذا الميناء مثال للتعاون ضمن مبادرة (الحزام والطريق) فالصين رصدت استثمارات فيه بحدود 65 مليار دولار، لذا من الطبيعي أن تهتم إيران بهذا الميناء الاستراتيجي.

وما يعزز التعاون بين البلدين، تخطيط البلدين لإقامة خمسة أسواق تجارية على حدود باكستان وإيران، بما يوفر الاستقرار والأمن وينعش المحافظات الحدودية الأكثر فقراً بين البلدين.

وكان لافتاً تصريحات لمسؤولين عراقيين قبل شهرين من إطلاق المحطة الكهروذرية الإيرانية، والتي أكدت أن امتلاك العراق للمفاعلات النووية السلمية بات فريضة وطنية وضرورة، وهو واجب للأمن الوطني العراقي الذي أضحى بأمس الحاجة لها، وهذا يعني إمكانية طلب المساعدة الإيرانية لإقامة محطة كهروذرية أو أكثر في العراق.

الخلاصة: هذه الأخبار من إيران يجب أن تكون سارة جداً للحكومة السورية، ومثلما تسعى دول مثل باكستان والعراق للاستفادة من المفاعلات النووية للطاقة النظيفة الإيرانية، يجب أن تطرح حكومتناـ في حال لم تضع في خططها إقامة محطة كهرونووية بديلاً عن هدر المليارات في الطاقات المبددة ـ مشروع إقامة شبكة خطوط كهربائية من إيران مروراً بالعراق إلى سورية، كي تتمكن من توفير الطاقة الكافية لتشغيل عجلات الاقتصاد السوري مثلما تفعل باكستان وقريباً العراق، فهل هذه مهمة صعبة أم ليست واردة أصلاً في حساباتها وخططها المستقبلية، لأنها منشغلة بالطاقات المتجددة المحدودة الإمكانات، والمستنزفة للقطع؟.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *