كسرنا المطمورة وحولنا المرتجعات إلى مخلل!
خاص غلوبال – زهير المحمد
بعد إلحاح شديد ونقاشات مطولة قررنا أن نشتري مطمورة نضع فيها القطع النقدية الصغيرة من فئة الخمسين والمئة والمئتي ليرة، التي يعيدها لنا البائع بعد كل عملية شراء هذا ما قاله صديقي صاحب الخبرة الطويلة في المطامير، حيث استطاع بعد كسر المطمورة الأولى في بداية الألفية الثانية أن يشتري عربية صغيرة للمولودة الجديدة، وكانت المرتجعات بالليرة والليرتين والعشر ليرات، فيما استطاع بعد كسر المطمورة الثانية وفق كلامه أن يشتري دراجة بثلاث عجلات بمبلغ ألف ليرة سورية أيام كانت الألف ليرة تساوي عشرين دولاراً ونيف.
وأضاف الصديق العتيق: اشترينا المطمورة ووضعناها في مكان بارز وقريب من مدخل الشقة كي نضع المرتجعات النقدية فيها قبل ولوج المنزل، لكن المفاجأة أننا وبعد أشهر من شرائها لم نستطع أن نضع فيها سوى الخمسة آلاف ليرة التي كانت بمثابة حفل تدشين لانطلاق المشروع، على أن يتبعها وضع فئاة نقدية من فئة الخمسين والمئة والمئتي ليرة، والتي كانت تملأ جيوبنا في السابق، أما الآن فلم نعد نحلم بوصول تلك القطع إلى أيدينا وكأنها خرجت من التداول.
الطريف في الأمر أنني احتجت الخمسة آلاف ليرة قبل أيام، ولم أكن أملك قرشاً واحداً ولا أعرف أين وضعت زوجتي مصروف البيت المتواضع وذهبت في زيارة لأختها، فكسرت المطمورة ونزعت الخمسة آلاف ليرة التي لم تر النور منذ وضعتها، واشتريت بها علبة “توال” تستخدم للأشرطة الكهربائية عند وصلها مع بعض، وتذكرت أنني كنت أشتريها بعشر ليرات قبل الأزمة، ما يعني أن سعرها قد تضاعف خمسمئة مرة بالتمام والكمال.
لكن لم يكن هنا مربط الفرس وإنما في حفلة العتاب واللوم من زوجتي التي أقامت الدنيا ولم تقعدها على إجهاض هذا المشروع التوفيري “بكسري للمطمورة”، الذي كان يفك الزنقات الطارئة للأسرة أيام زمان، ولم يهدأ روعها إلا عندما أقنعتها أن لا أحد منذ عدة أشهر يعيد الفئات النقدية تحت الخمسمئة ليرة، وقلت لها إن البقال بات يتفنن بإعادة الفراطة من فئة المئة والمئتي ليرة، مرة يعطيني قرن فليفلة ومرة يعطيني جزرة صغيرة إن بقي لي بذمته مئتي ليرة إن كان الجزر رخيصاً، وأخرى حبة لفت أو شمندر، فأجابتني وهي تبتسم وجدتها إذن سوف نستخدم قطرميز بدل المطمورة ونحول مرتجعات الباعة إلى مخلل وعوضنا على الله.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة