القروض الشخصية وأهميتها الاقتصادية… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: تساهم في تدوير العجلة الاقتصادية
خاص دمشق – مادلين جليس
تبرز الحاجة الماسة للقروض الشخصية خلال الفترات الحالية في ظل ماتشهد الأوضاع الاقتصادية في البلاد من ارتفاع للأسعار أفقدت المواطن قدرته الشرائية، ولذلك تسعى المصارف دوماً إلى طرح قروض جديدة تساهم إلى حد ما من تخفيف الفجوة بين القدرة الشرائية من جهة والأسعار من جهة أخرى.
يتحدث الخبير الاقتصادي الدكتور ياسر علوش لـ«غلوبال» عن أهمية منح القروض على المستوى الفردي والاقتصادي العام، ولكنه يطرح تساؤلاً قبل ذلك: هل تمت دراسة البيئة القانونية والاقتصادية التي ستساهم بسداد هذه القروض دون التأثير على الحالة الاقتصادية للمقترض.
ويضيف علوش: إن الجهة التي اقترحت هذه القروض انطلقت من مصلحة مادية اعتبارية للجهة بسبب حاجة الناس لهذه القروض ولذلك تم طرحها بشروط لاتراعي المقترضين، وطرح مثالاً على ذلك القرض الشخصي الذي أطلقه العقاري من فترة وفيه قرض من فئة 25 مليون ليرة، لموظف من الفئة الأولى راتبه لا يتجاوز 400 ألف، بينما قيمة القسط الشهري للقرض تتجاوز ضعف راتبه.
ولذلك رأى الدكتور علوش أن هذا يدل على عدم دراسة البيئة القانونية والاقتصادية التي ستساعد في سداد القروض، ودون تقديم تسهيلات تساعد المقترض في سداده دون تحقيق منفعة لواقعه الاقتصادي هو استغلال لحاجة الناس نتيجة الوضع الاقتصادي، وأكد أن منح القروض الفردية مهم جداً كونه يساهم في التمويل اللازم لشراء مستلزمات تخص المقترض أو لسداد ديون مستحقة تمويل تعليم الأبناء وترميمات منزلية ودعم الأعمال التجارية مثل شراء مواد ودعم المهنة التي يعمل بها المقترض.
وأشار علوش إلى أهمية ذلك في الاستثمار في العقارات لتحقيق عوائد إضافية، والتخفيف من الفاقة الاقتصادية إضافة إلى تحقيق أهداف شخصية مثل سفر أو زواج.
وعلى الرغم من أن قيمة القروض المتنوعة التي بدأت من مليون وانتهت ب 25 مليون ليرة، لا تحقق أي من الأهداف التي ذكرناها باستثناء هدف أو اثنين فقط مثل تمويل تعليم الأبناء وقد تساهم بسفر، كما أنها لا يمكن أن تساهم في الاستثمار في العقارات، فأعلى قيمة للقرض لا تشتري قطعة أرض صغيرة في دمشق أو الساحل أو غيرها.
لكن على المستوى الاقتصادي العام فإن كل القروض تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي والبنية التحتية وتدعم ريادة الأعمال والشركات المتوسطة والصغيرة وتعزيز الاستثمار والتوسع والاستقرار المالي للشركات والأفراد كل ذلك تحققها القروض بشكل عام، أما القروض الشخصية فيمكن اعتبارها نوعاً من تدوير العجلة الاقتصادية للفئات التي لا تهدف للانخراط في العملية الاقتصادية العامة بل تحقيق منافع شخصية لأسرها على المستوى الفردي والمعيشي، وهذا النوع من الاتجاه في استثمار هكذا أعمال من الممكن أن يساهم في تخفيف أعباء محلية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة