قهوة فاخرة دون بن!
خاص غلوبال – زهير المحمد
لم يعد الكثير من أصحاب الدخل المحدود يهتم بالرفع الدوري وشبه اليومي للأسعار، خاصة أولئك الذين يعمدون إلى شطب السلعة التي تتجاوز أسعارها قدراتهم الشرائية، ولكن لكل شيء نهاية حتى باتت موائدهم تئن من الحرمان، وباتت تفتقر إلى الكثير الكثير، ولم يعد البحث عن البدائل مجزياً لأن أسعار البدائل بدورها ترتفع أيضاً.
وللقهوة بند خاص وطرائق مبتكرة للتعامل معها عبر سنوات الأزمة، ففي سالف الأزمان كان الجميع يبحث عن أفضل أنواع البن ويقصد المحامص ذات السمعة الطيبة لشراء القهوة المطحونة حديثاً للاستمتاع برائحتها الزكية، ولزيادة كميات الهال على القهوة وفق المزاج الشخصي، وبعد غلاء الهال بات بعضهم يشتري القهوة بكمية الهال المتواضعة، ثم انتقل الى شراء القهوة الأقل جودة، ثم إلى القهوة الرديئة ودون هال، والتي توفر ما يقرب من عشرين بالمئة قياساً بأسعارالقهوة بهال، وللتوفير أكثر بدأ يخفض عدد الفناجين اليومية.
والآن وبعد تكرار التهديدات من أصحاب المحامص بتحريك الأسعار، وبعد أن وصل سعر الكيلو لبعض أنواع القهوة بما يساوي الراتب الشهري للموظف، لم تعد تلك البدائل والخيارات توفر شيئاً لدرجة أن أحد معارفي قال لي إنه لم يترك فكرة لتخفيض تكاليف إستهلاكه من القهوة إلا وجربها، ولم يعد أمامه إلا خيار أخير وهو أن يشتري قهوة بلا بن.
وأضاف: لا أخفيك سراً أنني أنزعج كثيراً عندما أكتشف أن سعر أي مادة قد ارتفع، وعندها أضطر لتخفيض الكمية التي كنت أود شراءها كي تتوافق مع المبلغ المرصود للشراء، رغم تواضع المبلغ قياساً بقيمته الشرائية الهزيلة، لكن مايزعجني أكثر تلك التهديدات اليومية باجتماعات لأصحاب المهن والمطاعم ومقدمي الخدمات لدراسة الأسعار وتحريكها وفقاً لارتفاع مدخلات الإنتاج، ألا يقولون وقوع الشر أهون من انتظاره، والمؤسف أننا يومياً نتلقى وقوع شر ارتفاع الأسعار وننتظر وقوع شرور أخرى من التهديدات التي تلاحقنا حتى من أصحاب محامص البن، ولهذا كله أريد قهوة غير محمصة والأفضل إن كانت قهوة فاخرة دون بن.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة