عروض كثيرة لسيارات للبيع بأسعار خيالية… أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية بجامعة طرطوس لـ«غلوبال»: الأسواق السورية خارج أي معادلات والحل بالاستيراد
خاص طرطوس – رفاه نيوف
عروض كثيرة لسيارات للبيع باتت تطالعنا على صفحات التواصل الاجتماعي خاصة بعد ارتفاع أسعار البنزين، من مختلف الماركات والموديلات وسنوات الصنع، ترويج لسيارات كاملة المواصفات وخالية العلام وبأسعار مغرية كما يصفها أصحابها والمسوقون لها.
والكثير من مالكي السيارات وخاصة من الموظفين وذوي الدخل المحدود، باتوا غير قادرين على تعبئة سياراتهم، أو إصلاحها وبالتالي كثر العرض ولكن الطلب قليل، والأسعار ما زالت على حالها، فأي سيارة مهما كانت سنة صنعها تتجاوز المئة مليون ليرة.
فسوق السيارات رغم ما يسمى قانون العرض والطلب هو خارج هذا المصطلح، وما زالت أسعاره ملتهبة، فما هو القانون الذي يحكم سوق السيارات اليوم؟.
وأوضح أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية بجامعة طرطوس الدكتور ذو الفقار عبود لـ«غلوبال» أنه حسب علم الاقتصاد، هناك علاقة عكسية بين أسعار السيارات والطلب على المحروقات اللازمة لتشغيل السيارات، بمعنى أن ارتفاع أسعار السيارات يؤدي لانخفاض الطلب على المحروقات، وفي نفس الوقت يؤدي ارتفاع أسعار المحروقات إلى انخفاض الطلب على السيارات وبالتالي انخفاض أسعارها.
مضيفاً: لكن على أرض الواقع لا نرى تطبيقاً لهذه القاعدة والتي تسمى بمرونة الطلب المتقاطعة، لأن الأسواق السورية أصبحت خارج أي معادلات بسبب تشابك وتعقد العوامل التي تؤثر في الوضع الاقتصادي من عوامل داخلية وكذلك خارجية، فمنع استيراد السيارات وقطع التبديل يؤدي لاستمرار ارتفاع أسعارها بسبب عامل الندرة، حتى أننا نصادف سيارات خردة تباع بأسعار تناهز المئة مليون ليرة.
وتابع عبود: كذلك تلعب الضغوط الاقتصادية الخارجية دوراً كبيراً في انخفاض القدرة الشرائية للعملة الوطنية، وبالتالي ارتفاع أسعار السيارات وقطع التبديل، ويضاف إلى ما سبق سيطرة جهات انفصالية بدعم من الاحتلال الأمريكي على آبار النفط السورية ما يدفع الحكومة لاستيراد المشتقات النفطية من الخارج بالعملة الصعبة، وهذا ما يضطرها إلى بيعها بالأسعار العالمية، وبالتالي تذبذب أسعارها مع عدم قدرة الحكومة على دعم هذه السلعة وتوجهها لدعم سلع أخرى أساسية كالخبز والقمح.
لافتاً إلى أن الحل هو في فتح باب استيراد السيارات أو حصره بالحكومة، وعندها ستنخفض أسعار السيارات المستعملة تلقائياً بفعل قانون العرض والطلب.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة
