غارقون بالسواد والخيبات..!
خاص غلوبال – هني الحمدان
هل نحن بخير، هل مازلنا نتنعم بالأمن والأمان على ممتلكاتنا على معيشتنا..؟! نظرة واحدة للمحيط من حولنا الذي غرق بالفشل والفوضى والسرقات وربما القتل، تكفي لاكتشاف ذلك، نظرة أخرى لما أنجزنا على تواضعه – تكفي للإحساس بفقدان أي أمل أو الاستبشار بغد أفضل، جردة حسابات بسيطة لما يمكن أن نفعله ونحن غارقون بالسواد، ومشغولون بتوزيع الاتهامات على بعضنا، نعمل من أجل أشخاص أو لإرضاء رغبات، جل أعمالنا ” وجهنة ” ومحسوبيات ” والسوس معشعش ببعض الزوايا والأماكن، وقائع هنا وهناك تكفي لمعرفة المصير السيئ الذي ينتظرنا، لكننا نبقى محكومين برؤية الخير في بلدنا، واستعادة الأمل بغدنا، والخروج من حالة التمنع عن الحركة والإنجاز، والاستغراق في جلد الذات، أحياناً وتداول صرخات التشكيك والتيئيس، لأن عكس ذلك يعني أننا نحكم على بلدنا بالسوء، ونحفر قبورنا بأيدينا لا سمح الله.
صحيح، يمكن أن أسجل – هنا – عشرات الأمثلة على أخطاء وقعنا فيها، الدولة والمجتمع معاً، وأن أشير إلى «خزانات» من المظلومية، وافتقاد العدالة، وغياب الحس العام بالناس لدى بعض المسؤولين، يمكن – أيضاً – أن أستغرق، وغيري كثيرون، في حالة الإحباط الشخصي، وأتساءل عن الأسباب التي دفعت أبنائي للهجرة إلى الخارج بحثاً عن عمل، أو عن عدم قدرتي على توفير فرصة عمل لأبنائي الآخرين الذين تخرجوا من الجامعات منذ سنوات، فيما غيرهم من أبناء الذوات « يتبرطعون» في مواقع برواتب عالية، يمكن أن أُوسع فتحة الفرجار لوصف حالة مجتمعنا تبعاً لمؤشرات الفساد والشفافية، أو الاقتصاد البائس، وغيرها سنجد عشرات السلبيات والأخطاء، والعقبات والانسدادات، والخيبات أيضاً.
لا نتفاجأ عندما يعلن وزير أن عقبات المشروعات الصغيرة سببه التخبط الإداري والروتين واللامبالاة وتشابك الجهات وتعدد أدوارها، وإذا كان مكتشف تلك الأسباب ما الذي منعه ليعلنها صراحة منذ سنوات..!.
حالة تقصير واضحة يرتع فيها الفساد تعطي صورة مكشوفة عن كيفية تستر محافظ يتقن فن الكذب والدجل وحضور المناسبات مهما كان نوعها، يتستر على مخالفات بناء بطلها رئيسة بلدية، القضاء يجرمها والمحافظ يغطيها ويطلق يديها لتسرح وتمرح وتتجول في المنطقة بين المخالفات..!.
صور بسيطة عن حالات تواجهك في الشارع والحي والتنقلات والدوائر، ثمة أجزاء أخرى نتواطأ على إخفائها، ونتجاهل منعكساتها، ونتستر على الأخطاء وما أكثرها..!.
لابد أن نستدير لكل الجبهات، ونحرك عجلة الحياة والعمل والإنتاج، ونصرّ على أن بلدنا بخير، وأنه يمتلك كل مقومات النهوض والتعافي، ما نحتاجه هو إحياء الهمة الوطنية، وإشاعة روح التفاؤل والاعتزاز بالذات ونعمل بشفافية مطلقة، وهذا لن يتم إلا إذا تحررنا من عقدة العجز والتمنع عن العمل، ومن التشكيك وتبادل الاتهامات، واللطم بالأيدي والأقلام، ومن الكراهية التي ازدحمت أسواقها بأعداء النجاح والإنجاز.
هذا بلدنا، ويجب أن نزرع فيه طاقات الخير، لكي يحصد أبناؤنا ثمراتها، وإلا فنحن، إدارات عامة ومواطنين، بلا استثناء، نتحمل مسؤولية أي فشل، أو خيبة، قد تصيبه لا قدر الله.
لنعمل بشفافية ومسؤولية، مسؤولون وموظفون ومواطنون من منظور كل شخص معني بدوره ومسؤولياته، وليكن الإخلاص والشفافية والنزاهة عناوين أساسية، ونتعاون كيد واحدة لتقوية أوضاعنا وأنشطتنا وحماية ممتلكاتنا من أي عبث أو سرقات..!.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة