الأسواق لم تنشط والأسعار ترتفع… خبير أسواق لـ«غلوبال»: التمسك بطقوس الماضي سيزيد من فقر الفقراء بدل الإحساس بجوعهم
خاص دمشق – مايا حرفوش
لم تسجّل الأسواق في دمشق تغييرات كبيرة تذكر لجهة تنشيط حركة البيع، على الرغم من دخولنا بشهر رمضان المبارك، والذي عادة ما تشهد فيه الأسواق حركة نشطة، والمبرر الوحيد للجمود هو ضعف القدرة الشرائية المتزايد لدى شريحة كبيرة من المواطنين.
وأوضح أحمد، صاحب محل لبيع المواد الغذائية في سوق الشيخ سعد بالمزة لـ«غلوبال» أن حركة السوق انتعشت قليلاً، إلا أنها لاتزال غير مقبولة ولا تقارن بما كان معتاداً في المواسم الرمضانية الماضية، منوهاً بأن أغلبية المواد الغذائية، شهدت استقراراً نسبياً في أسعارها بالتزامن مع التحسن الذي شهدته أسعار الصرف، وآملاً أن يؤثر ذلك في القريب العاجل على تنشيط الأسواق التي تشهد وفرة في المعروض من المواد الغذائية والسلع الأساسية.
ولفت ضياء، صاحب مطعم فلافل وحمص، بمنطقة المزة، أن هناك زيادة في إقبال المواطنين على الشراء، فأغلب أصناف الأكلات الشعبية لا يمكن الاستغناء عنها خلال شهر رمضان، خاصة الفتة والفول والحمص وأسعارها ما زالت مقبولة أمام الوجبات الأخرى بما فيها المعدّة ضمن المنازل، كما أنها تقيت الصائم.
بدوره أكد أبو يحيى، بائع خضر في سوق المجتهد، أن هناك إقبالاً جيداً على شراء أصناف محددة من الخضر، وفي مقدمتها البطاطا ويتراوح سعر الكيلو منها بين7 – 8 آلاف ليرة، ثم يليها البندورة ويتراوح سعرها بين 6 -7 آلاف ليرة، مشيراً إلى أن هناك أصناف خضراوات “ممنوع الاقتراب” منها من قبل الكثير من المواطنين، ولاسيما الفاصولياء الخضراء فالكيلو منها وصل سعره إلى 37 ألف ليرة ومافوق، والثوم صعدت أسعاره إلى 70 ألف ليرة رغم انحدارها سابقاً إلى مستوى الـ 50 ألفاً.
وأضاف: الفواكه أسعارها “نار”، ولكن يمكن اعتبار أن سعر الحمضيات هو الأقل، إذ يباع كيلو البرتقال بـ7 آلاف ليرة، والتفاح نوع الجيد بـ10 آلاف ليرة.
وتنتشر في أسواق دمشق أصناف عدة من التمور، ويبدأ سعرها من 26 ألف ليرة ويصل سعر الجيدة منها إلى 200 ألف ليرة.
وأكد عدد من باعة الفروج “حي ومذبوح” أن إقبال المواطنين على شراء الفروج نهض قليلاً بالتزامن مع الشهر المبارك، لافتين إلى أن معظم الزبائن يتجه نحو شراء قطع الفروج وبكميات قليلة جداً لإضفاء بعض النكهة على طبخاتهم الرمضانية.
وأوضح خبير الأسواق، والتاجر، سليم إبراهيم لـ«غلوبال» أن إنتاج الخضر والفواكه ما زال على حاله، واستيراد المواد الغذائية أيضاً بقي بنفس الكميات، وبغض النظر عن قدوم الشهر الفضيل فلا تغيرات إيجابية تشهدها حالة الإنتاج في بلدنا الذي يعاني حرباً اقتصادية ما زالت تنهش القيم المضافة لجميع قطاعات الاقتصاد.
وأمل الخبير أن تساهم الحركة النشطة للحوالات من المغتربين لأهلهم في تحسن سعر الصرف وبشكل يؤدي إلى انخفاض في الأسعار ولو نسبياً.
كما دعا الخبير إلى عدم الهدر أو اتباع عادات غذائية لا تتناسب مع واقعنا الراهن، فالمكسرات وأصناف الحلويات والعصائر وغيرها من سفر الخير هي عادات وطقوس جميلة عشناها، ولكنها ليست من مكونات هذا الشهر، والتمسك بها بقوة للأسف سيزيد الطلب الكلي ويرفع السعر، وبدلاً من الإحساس بجوع الفقراء سنزيدهم فقراً.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة