تصدير الخراف يهدد المستهلكين ولم نعثر على تفسير من الاقتصاديين!
خاص غلوبال – زهير المحمد
توالي أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعها حتى في الأماكن التقليدية لتربية الأغنام في البادية والمحافظات الشرقية، وذلك لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها حلول شهر رمضان المبارك وازدياد الطلب على اللحوم والمواد الغذائية الأخرى، وتمسك المربين بقطعانهم في هذه الفترة نظراً لهطل كميات كبيرة من الأمطار وتوفر المراعي المجانية من الأعشاب، والأهم من هذا وذاك اقتراب الموعد الذي حددته الجهات المعنية بتصدير الخراف في شهر نيسان القادم.
لقد كان الجميع يأمل أن تتراجع الجهات المعنية عن قرارها الذي يسمح بتصدير الخراف، خاصة وأن جمعيات اللحامين والقصابين والمستهلكين يؤكدون أننا بحاجة إلى استيراد اللحوم، لأن ماننتجه أقل من حاجة السوق المحلية على الرغم من الانخفاض الكبير على استهلاكها نتيجة انخفاض القدرة الشرائية التي أدت إلى انخفاض الطلب عليها في محافظة كالسويداء بنسبة تصل إلى ثمانين بالمئة وفق تقرير نشرناه قبل أسابيع لزميلنا مراسل «غلوبال» في المحافظة.
وحتى المستهلكين في دير الزور الذين تعودوا على رخص أسعار لحم الغنم يرون أن ارتفاع الأسعار من ثمانين ألف ليرة للكيلو قبل شهر من الآن إلى مئة وخمسين ألفاً مع بداية الشهر الفضيل سوف يؤثر على استهلاكهم للمادة.
أما الحديث عن أسعار لحم الخاروف في العاصمة والمحافظات الأخرى فلا يسر أحداً، إذ تجاوز سعر الكيلو ثلاثة أرباع الراتب الشهري للموظف مع كامل التعويضات التي يتقاضاها، والسبب كما تفيد مصادر جمعية اللحامين يعود إلى إحجام المربين عن بيع خرافهم التي ينتظرها المصدرون بفارغ الصبر كي يبيعونها خارج الحدود، وهذا ما أدى لارتفاع سعر كيلو الخروف الحي إلى حوالي مئة وخمس وسبعين ألفاً وبزيادة تصل إلى ثلاثين ألفاً للكيلو على أنغام قرار السماح بتصدير الخراف مع بداية شهر نيسان الذي بات على الأبواب.
إن عملية تصدير السلع إلى الخارج عملية ضرورية و مهمة لتوفير القطع الأجنبي ولإنصاف المنتجين، لكن القوانين الاقتصادية تقول بأن عملية التصدير لأي سلعة يجب أن تقترن بفوائض الإنتاج وزيادة العرض على الطلب، أما في مجال تصدير اللحوم الحمراء التي لا تغطي حاجة السوق المحلية على الرغم من تراجع نسبة مستهلكيها بسبب انخفاض القدرة الشرائية فهو يحتاج إلى تفسير لم نعثر عليه حتى الآن في كتب الاقتصاد ولا في عقول المختصين ولا في بطون المستهلكين.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة