الغلاء يرخي بثقله على معروك رمضان… رئيس جمعية المخابز والمعجنات بدمشق لـ«غلوبال»: الأسعار ارتفعت 20% والإقبال تراجع 70%

خاص دمشق – بشرى كوسا

يرتبط المعروك بشهر رمضان ارتباطاً قوياً ووثيقاً، حتى إن البعض يطلق عليه اسم “خبز رمضان”. ويتكون عجين المعروك من الطحين مع إضافة الزيت والقليل من السكر والسمن والماء، وبعد أن يُعجن العجين ويختمر يُفرَد على صاج ويُخبز في الفرن.

لم تشهد أسعار المعروك هذا العام ارتفاعاً كبيراً، وبقيت أسعار جميع الأصناف المحشوة وغير المحشوة، مقبولة مقارنة بنسبة الارتفاع الكبيرة التي شهدتها باقي السلع الغذائية.

ورغم ذلك، يبدو أن الأسر السورية لم تعد تغريها الطقوس الرمضانية المحببة، وباتت تكتفي بسماع صوت الباعة المتجولين ينادون على أقراص المعروك الشهية في الأسواق والشوارع، “طيب يا معروك.. طازة يا معروك.. أكل الملوك يا معروك”، أمام الغلاء وتدني القدرة الشرائية.

يقول ممدوح البقاعي، رئيس جمعية المخابز والمعجنات بدمشق، إن نسبة ارتفاع أسعار خبز رمضان لم تتجاوز الـ 20%، وهذه النسبة تذهب لارتفاع أسعار المواد الأولية ومدخلات الإنتاج، وليس لصاحب العمل.

وأردف البقاعي في تصريح لـ«غلوبال»: تراجعت كميات البيع بشكل كبير، وصلت النسبة إلى 70%، والجمود يغلب على الأسواق، فمن كان يعجن 100 كيلو طحين للمعروك، خفض كمياته إلى 30 كيلو فقط، والحركة تقتصر على ساعة قبيل المغرب وباقي النهار الحركة معدومة، وفق تعبيره.

وتراوح سعر المعروك السادة بين 12- 20 ألف ليرة، حسب حجم القطعة، بينما كان يباع العام الفائت بـ6 آلاف ليرة، في حين وصل سعر المعروكة بعجوة (لشخصين) إلى 25 ألف ليرة أيضاً بينما كانت تباع العام الفائت بـ 8 آلاف ليرة، وبأغلى الأسعار كانت تصل إلى 10 آلاف ليرة.

وفي حال كان المعروك محشوّاً بالتمر يضاف إليه 5 آلاف ليرة ليصبح 25000 ليرة، ومثله  في حال كان محشوّاً بالشوكولا أو اللوتس، في حين كان العام الماضي لا يتجاوز 12000 ليرة للأنواع المحشوّة بكل الأنواع.

وأشار رئيس جمعية المخابز والمعجنات إلى أن سعر قرص المعروك قياس 35 سنتيمتراً يتراوح بين 3000 و5000 ليرة حسب نوعه، وتكلفة الإنتاج أغلى من ذلك ناهيك عن أجور اليد العاملة.

وارتفعت أسعار جميع المواد الأولية وعلى رأسها الطحين، إذ وصل سعر الكيلو خلال إلى 8000 ليرة، كما يباع الشوال (50 كيلوغراماً) بقيمة 375 ألف ليرة لنوع الأبيض، وتنكة زيت القلي ارتفعت إلى 430 ألف ليرة، والسكر الحر إلى 14000 ليرة للكيلو الواحد، والشوال من السكر يباع بـ 650 ألفاً، كما تضاعفت أسعار التمور ليصل الكيلو أدنى جودة إلى 25 ألف ليرة، بعد أن كان لا يتجاوز 7 آلاف ليرة بأحسن وأجود أنواعه التي يتم إدخالها في معجنات رمضان، إضافة إلى أسعار الغاز الصناعي التي ارتفعت إلى 250 ألف ليرة، ناهيك عن ارتفاع أسعار مادة المازوت ما يضطر الحرفي لشراء الغالون سعة 20 ليتراً بـ حوالي 300 ألف ليرة من السوق السوداء.

وبحسب اقتصاديين، فقد تصل كلفة وجبة الإفطار خلال شهر رمضان لعائلة مكوّنة من 5 أشخاص إلى 200 ألف و300 ألف ليرة سورية بالحد الأدنى، وبحسبة بسيطة فإن كلفة وجبة الإفطار تساوي 6 ملايين ليرة في الشهر على أقل تقدير، بينما وسطي الأجور والرواتب لا تتجاوز 500 ألف ليرة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة