كيف عايدتم أمهاتكم… نائب رئيس جامعة بلاد الشام للبحث العلمي لـ«غلوبال»: يرضيهن نغرة بر من الولد
خاص دمشق – بشرى كوسا
توجهنا بالسؤال إلى زملائنا، ماذا حضرتم من هدايا لأمهاتكم في عيد الأم، فكانت الإجابات بحراً من الأفكار وباباً لنقاشات ممتدة في العلاقات الاجتماعية والتواصل الأسري في عصر السوشال ميديا، وتأثير الظرف الاقتصادي القاسي على علاقات الأبناء بآبائهم.
تقول ماريا من مشاهداتي اليوم رصدت حركة غير اعتيادية لبوكيهات الورود المنتقلة بين الأيدي في طريقها إلى منازل الأمهات، وهذا أعطاني جرعة تفاؤل رغم حزني كون والدتي متوفية.
بينما انتقدت هلا قوالب المعايدات الجاهزة على وسائل التواصل الاجتماعي التي يلجأ إليها الأبناء لمعايدة أمهاتهم، وأضافت: إن الفيسبوك فاض بالبوستات المخصصة لعيد الأم، متسائلة هل البوست هو الهدية المناسبة للتعبير عن الحب والاهتمام الحقيقي؟.
ورفضت ريم الأعذار، وشماعة الوضع الاقتصادي الصعب للتهرب من معايدة الامهات، على مبدأ ” يا جامع أنت مسكر وأنا مستريح”، فلا بد من إدراج عيد الأم في قائمة الخطة السنوية للأبناء وتصميد مبلغ يكفي لتكون مع والدتك متجاوزاً المسافات والظرف الاقتصادي، فالهدية تنتظرها كل أم في عيدها، لذلك احرصوا على التعبير عن المحبة والامتنان لأمهاتكم بهدية مهما كانت رمزية أو صغيرة.
تُصر لينا على أن قضاء الوقت مع أمها في هذا اليوم هو من أحب الهدايا إلى قلبها، فالاجتماع مع إخوتي والأحفاد من الطقوس المقدسة التي نحرص على الالتزام بها متجاوزين كل الصعوبات التي قد تخطر في بالكم، وتقام ورش تحضير الطعام والكيك للاحتفال بالمناسبة في بيت العائلة.
وتنفرد لما بجوابها، حين تشرح لنا كيف يتحسن مزاجها عندما تبدأ نهارها من منزل والدتها بمعايدة وفنجان قهوة، ومعايدتها بما تيسّر من نقود تضعها في راحة والدتها لتسمع دعاء الرضا والتوفيق لها ولأبنائها.
بدوره، قال نائب رئيس جامعة بلاد الشام للبحث العلمي الدكتور عبد السلام راجح
في تصريح خاص لـ«غلوبال»: إن للأم مكانة خاصة في قلوبنا، وفي ظل ما يلحظ من ظاهرة التواصل الاجتماعي، فبإمكاننا القول إنها أصبحت ظاهرة التفاصم الاجتماعي، لأنها أسهمت في إيجاد بديل عن الصلات الروحية والرحمية القائمة قبل وجود هذه الوسائل، ما جعل منها محلاً للتباعد بحجة أن التواصل عبر الفيديو والرسائل الأخرى، وهي في الحقيقة لن تصح أن تكون بديلاً، ولا حجة للانشقاق.
وأضاف: إن التضخم والغلاء، أوجدا صيغة للتباعد بحجة أن الابن لا يملك أن يقدم هدية لأمه، ولكن أمهاتنا يرضيهم نغرة بر من الولد.
وليست القضية متوقفة عند هدية يقدمها الولد لأمه،والمثل يقول “لاقيني ولا تطعميني” فهن يردن كلمة طيبة وتواصلاً وإحساناً، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
ربما لا تطلب الأمهات الكثير من الابناء ولكن لا يعني ذلك أن الاستسهال أحياناً مبرر، ولا تقتصر هدايا عيد الأم على الأشياء المادية، بل يمكن التعبير عن حبنا وتقديرنا لأمهاتنا بطرق أخرى مثل قضاء وقت أكثر معهن ومشاركتهن في جلسة هادئة تخفف عنهن في عيدهن.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة