على أبواب عيد الفطر حيل لتأمين المستلزمات فهل تجدي؟… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: القروض الشخصية تأجيل للأزمة المالية لا أكثر
خاص دمشق – بشرى كوسا
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تهيمن على حياتنا اليومية، يجد الكثيرون أنفسهم مضطرين للبحث عن وسائل متنوعة لتأمين متطلبات العيش، فمنهم من يلجأ إلى الاستدانة، وآخرون يتّجهون إلى بيع ما تبقى من مدخراتهم، فيما توجهت نسبة كبيرة للحصول على قروض شخصية، بفوائد تقول الجهات المانحة لها أنها ميسرة.
وتزامناً مع اقتراب عيد الفطر، ومع تزايد أعباء الأسر ذوي الدخل المحدود، أعلن مصرف الوطنية للتمويل الأصغر عن إطلاق منتج جديد ضمن حزمة قروض ميسرة، عبارة عن سلفة بمبلغ صغير وسريع يمكن الحصول عليه خلال ساعة، ليساعدكم بتأمين مستلزمات العيد، وفق ما جاء في إعلان نشره على صفحته على فيسبوك، بفائدة رمزية لا تتجاوز 2%، والسداد لمدة عام، ولا يتطلب أكثر من بيان الراتب والهوية الشخصية للمستفيد.
وفي سياق متصل، أُثيرت مؤخراً العديد من التوقعات حول إمكانية تقديم سلة غذائية لموظفي القطاع العام، ليتم نفي الخبر لاحقاً، بينما لايزال ينتظر آخرون أن تتحول شائعة منحة قبل العيد إلى واقع.
وهنا تُطرح الأسئلة حول ما وصلت إليه حال الأغلبية العظمى، وهل ستحرك القروض الشخصية البسيطة والمنح الحركة الاقتصادية في الأسواق؟.
الخبير الاقتصادي جورج خزام اعتبر أن القروض الشخصية لا تشكل مخرجاً للأزمة المالية، و إنما هي تأجيل للأزمة المالية لا أكثر.
وأكد خزام في تصريح لـ«غلوبال» أن الأسواق إذا تم تنشيطها اليوم بزيادة الطلب بالقروض الممنوحة للموظفين، فإن ذلك يعني كساد الأسواق طوال فترة السداد خلال فترة سداد القرض لسنة أو أكثر.
مضيفاً:إن ذلك يؤدي لتراجع الطلب المستقبلي على السلع الغذائية الأساسية بسبب تراجع الدخل بعد خصم مبلغ القسط للقرض، ومعه المزيد من تراجع مستوى الصحة العامة للموظفين.
وأوضح خزام أن قرض المليون ليرة الذي سوف يحصل عليه الموظف اليوم من أجل مصروف العيد سوف يجد نفسه هذا الموظف في العيد القادم لايزال يدفع مصاريف العيد السابق، وهذا بحد ذاته عبء مالي كبير على الموظف.
كما أن الحصول على القرض لغرض الاستهلاك وليس بغرض الاستثمار يعني الوقوع بالأزمات المالية المستقبلية مع تراجع مستوى الدخل الذي يترافق بالأساس مع ارتفاع سعر صرف الدولار والارتفاع المستمر بالأسعار.
وبالمقارنة مع الأسعار المرتفعة، فإن مبلغ مليون ليرة هو رقم صغير جداً في السوق، وفي نفس الوقت هو رقم كبير جداً للدفع بالنسبة للموظف بسبب التراجع الكبير بالقوة الشرائية للرواتب الضعيفة.
ونوه خزام إلى أهمية القروض الاستثمارية في التجارة، إذ يمكن أن يكون مبلغ القسط من أرباح تشغيل مبلغ القرض.
يذكر أنه خلال السنوات الاخيرة، تخلت العديد من العائلات عن شراء الملابس والحلويات بسبب الغلاء، كذلك أجبرت الأوضاع الصعبة عائلات عدة على التخلي عن بعض الأشياء التي يمكن تصنيفها ضمن الكماليات، وبات التركيز على تأمين النفقات الأساسية من طعام، وإيجارات وفواتير الكهرباء والمياه وغيرها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة