ذكور الأغنام تستعد للهجرة وإناثها إلى المسالخ!
خاص غلوبال – زهير المحمد
خبر مؤكد سيتم تنفيذه في الأول من نيسان مع أن الجميع كانوا يأملون أن يتحول إلى كذبة بيضاء كتلك التي يتداولونها تحت ما يسمى كذبة نيسان، والكذبة لاتتعلق بالوعود التي نتلقاها عن انخفاض وشيك بالأسعار أو بتحسن مرتقب للتغذية الكهربائية أو بتوزيع بوابات الانترنت بشكل عادل على مقاسم الريف المحرومة من نعمة البوابات ونقمة ارتفاع أسعار الباقات، فقد باتت تلك الوعود كالشيكات دون رصيد.
لكن الخبر الأكيد الذي كنا نتمناه أن يتحول إلى كذبة هي بداية تنفيذ القرار المتعلق بالسماح بتصدير الخراف الذي صدر قبل عدة أشهر وتم تحديد موعد تنفيذه مع موعد كذبة نيسان، وأدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وأسعار الذبائح بنسبة تصل إلى أكثر من ثلاثين بالمئة مع تراجع نوعية اللحوم بزيادة الدهنة عن النسب السابقة.
والأخطر أن إحجام المربين عن بيع الخراف والعمل على تسمينها لتكون جاهزة للتصدير خارج القطر، ويتم تعويض النقص بذبح الإناث من الأغنام التي تجاوزت سن الإنجاب أو من الفطائم التي يعد ذبحها من الأخطار التي تتهدد المحافظة على القطيع وتنميته، وخاصة في مثل هذه السنة التي جادت بها السماء بكميات أمطار مناسبة لنمو المراعي التي توفر على المربين شراء نسبة لابأس بها من الأعلاف المركزة.
وعلى الرغم من الشكوى ومن تبيان مخاطر تنفيذ قرار التصدير من المستهلكين واللحامين والقصابين، وتأكيد جمعياتهم أننا بحاجة إلى الاستيراد، لأننا نعاني من نقص المادة ومن ارتفاع أسعارها وتراجع الطلب عليها بسبب انخفاض الدخل وعدم تناسب الأسعار مع الرواتب والأجور في معظم السلع، إلا أن ذلك لم يجعل الجهات المعنية تتراجع عن قرار السماح بالتصدير، وفي كل يوم تذكر جمعيات اللحامين بالمحافظات ليس بوقف التصدير نتيجة نقص الخراف فقط، وإنما تذكر أننا بحاجة ماسة إلى استيراد اللحوم المثلجة وغير المثلجة لتوفير المادة بأسعار تخفف من تصاعدها المستمر.
أعتقد أن الشاحنات التي ستبدأ بنقل الخراف إلى خارج القطر قد أجرت كل مايلزم لتكون جاهزة للانطلاق مع الخيوط الأولى لصباح الأول من نيسان، ولتبدأ السباق مع الزمن لإفراغ السوق المحلية من مادة استهلاكية نحن بأمس الحاجة لها.
وللأسف فإن الإصرار على تصدير السلع الغذائية كافة لم يعد يأخذ بعين الاعتبار حاجة السوق المحلية لها، وبات الحديث عن اقتصار السماح بالتصدير إلا لما يفيض عن حاجة الاستهلاك هو نوع من محاولة وضع العصي في دواليب المصدرين التي تطحن الأخضر واليابس، وتشعر بزهوة الانتصار على المستهلك المحلي الذي يسير على طريق الحرمان وفقدان الأمل بتحسن أحواله المعيشية المتردية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة