ويستمرون في إدارة الصراع مع “داعش”
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
بالتزامن مع العمليات المتصاعدة لتنظيم “داعش” في سورية والعراق وصولاً إلى روسيا وإيران والأراضي الفلسطينية، حيث تم الإعلان عن إلقاء القبض على خلية من التنظيم كانت تخطط لعمليات إرهابية ضد الأمن الفلسطيني – تزامناً مع كل ذلك أطلّ مسؤول في الإدارة الأمريكية ليقول، إن أمريكا لن تسحب قواتها من سورية حتى القضاء على “داعش”، لكن ذلك المسؤول لم يحدد الإجراءات العملانية والعسكرية التي تكفل تنفيذ تلك الوعود الأمريكية بالقضاء على التنظيم الذي لا يزال يتلطى في المناطق القريبة من القواعد غير الشرعية التي أقامها “التحالف”.
اللافت للانتباه أن التنظيم الذي يستهدف القوات السورية والقوات الصديقة والحليفة ويوسع نشاطه في المنطقة والعالم لم يرتكب أي عملية ضد “التحالف” الأمريكي، بل إن ذلك “التحالف” هو من يعتدي بين الحين والآخر على القوى التي تواجه التنظيم في سورية والعراق، ولم ينفذ أي عملية عسكرية ضد التنظيم.
فهل تستطيع الإدارة الأمريكية أن تقنع أحداً أنها متواجدة في سورية “لمحاربة داعش”؟.. لقد اعترفت هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أن أمريكا هي التي ولدت تنظيم “داعش” في العراق كفرع من القاعدة في العام 2004، وتنامى دوره الإجرامي تحت العباءة الأمريكية ولن تستطع أن تقنع أحداً بأنها تريد القضاء على “القاعدة” أو “داعش” حتى ولو قامت بقتل بعض قادته مثل “ابن لادن والعولقي وأبي مصعب الزرقاوي وأبي بكر البغدادي”؛ لأن قتل هؤلاء الأفراد يعني إنهاء أدوارهم وفسح المجال أمام متزعمين جدد أكثر تطرفاً، وأكثر خدمة للمخططات التي تستهدف المنطقة والعالم.
لو كانت أمريكا و”التحالف” الذي تقوده يهدفان فعلاً للقضاء على “داعش” والتنظيمات الإرهابية، كان عليهما أن يتعاونا مع القوات الحكومية السورية والعراقية والقوى الرديفة التابعة لهم التي تخوض معارك يومية ضدّ التنظيم، وهذا ما أكده الرئيس الأمريكي السابق ترامب الذي قرّر أن يسحب قواته من سورية بعد انتهاء معركة “الباغوز” كآخر معقل لتنظيم “داعش” شرق الفرات، مقرّاً بأن الجيش السوري هو صاحب الخبرة والمصلحة في اجتياح ما تبقى من التنظيم، لكن ترامب ولغايات في نفس الإدارة الأمريكية تراجع عن وعوده بسحب قواته من سورية.
إن استفحال النشاط الإرهابي ل”داعش” داخل سورية وخارجها هو دليل جديد على التوظيف الأمريكي والغربي لدوره، سواءً بغض الطرف عن تنامي قوته وتزايد عملياته الإجرامية، أو من خلال دعمه بطرق مباشرة، فكل ذلك لا يصب إلا في تحقيق المصالح الأمريكية الاستعمارية، وخاصةً في ذريعة التواجد في سورية خلافاً لقرارات الشرعية الدولية، وحتى دون موافقة الكونغرس الأمريكي ذاته.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة