صائغان اثنان يستفردان في سوق الذهب بالقنيطرة… نائب عميد كلية الاقتصادلـ«غلوبال»: المواسم الإنتاجية بالمحافظة تحرك الذهب
خاص القنيطرة – محمد العمر
لعل تفرد الصاغتين الموجودتين لبيع الذهب في سوق خان أرنبة كمركز للمحافظة، يجعلهما محظوظتين على غيرهم من بائعي الصاغة في باقي المحافظات، ومهما تدنت نسبة المبيعات للذهب في المحافظة تبقى أسواق البيع في القنيطرة، أفضل كتوزع المبيعات على الصاغتين فقط.
“الياس” أحد تجار الصاغة في سوق خان أرنبة بالقنيطرة أكد لـ«غلوبال» أن سعر الذهب لأول مرة يشهد هذا الارتفاع في تاريخه، وهناك أرقام قليلة تفصل غرام الذهب الواحد عن المليون ليرة، معتبراً أنه مع ارتفاع الذهب انخفضت المبيعات كثيراً مقارنة مع العام الماضي بنسبة تجاوزت أكثر من 50 بالمئة.
وأشار التاجر الياس إلى أن المحافظة تستفرد بوجود صاغتي ذهب فقط، كون القنيطرة لا تقارن كسوق اقتصادي مع المحافظات الأخرى، ومن جهة أخرى فإن الطلب ينشط في فصلي الربيع والصيف بسبب المناسبات والزواج، ورغم ذلك فإن الإقبال على الذهب بالفترة الأخيرة من بضعة شهور قد انخفض، وأصبح العمل يتوقف أغلبه على تبديل القطع الصغيرة كالخواتم والحلق والسلاسل بقطع أقل وزناً أو أكثر حسب الطلب، وذلك يعود لضعف القدرة الشرائية عند الكثيرين وتوجههم لشراء الاحتياجات الأساسية من الطعام والملبس.
صائغ أخر في سوق القنيطرة أوضح أن هناك التزاماً كبيراً بسعر الذهب الرسمي الصادر عن نشرة الجمعية الحرفية لصياغة الذهب والمجوهرات في دمشق، حيث لا وجود لجمعية في القنيطرة للذهب أو ورشات للدمغة، وأن أغلب القطع التي يراد صناعتها أو العمل عليها من صناعة حروف أو أسماء وتزيين يتم إرسالها لدمشق بناء على التواصي والطلبات.
بدوره نائب عميد كلية الاقتصاد بالمحافظة والخبير الاقتصادي نضال الحموي اعتبر في تصريح لـ«غلوبال»أن ارتفاع الذهب محلياً يعود لازدياد سعر الأونصة عالمياً وهذا عائد للتوترات السياسية الدولية التي تؤثر بشكل كبير في سعر الذهب، إذ إنها المرة الأولى التي يصل فيها سعر الذهب إلى هذا الحد، ولاسيما أن التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، قد خلقت تقلبات بالأسواق الدولية ودفعت المستثمرين صوب الملاذ الآمن ويزداد الطلب على الذهب حين تكثر مخاطر العملات الدولية.
وبين الحموي أن طبيعة محافظة القنيطرة الزراعية ومواسم الإنتاج في المحافظة كحصاد القمح والشعير ومواسم الزيتون والعنب والثمار الأخرى، يحرك الأسواق جميعها وتصبح القدرة الشرائية أفضل عند المواطن، خاصة أن الإنتاج بشكل عام، هو هدف من الأهداف التنموية لاقتصاديات الدول وعامل من عوامل تحريك الأسواق وبالتالي شراء الذهب.
بحسب رأي الحموي فإن الاستثمار بالعقار أفضل من الذهب لانخفاض مخاطر العقار وعدم ارتباطه بالخارج مقارنة بالملاذ الآمن، على الرغم من التوقعات ببلوغ الذهب الى مستويات أعلى من الآن بسبب ازدياد المخاطر والتوترات السياسية، وما يشير من جهة أخرى إلى توجه الأسواق واهتمامها بالذهب مقارنة بالأصول الأخرى كالأسهم والسندات.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة