تصريحات بايدن برسم العدل الدولية

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

هزة أرضية تضرب العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في أعقاب تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن وفق ما قالته القناة 12 الإسرائيلية؛ لأن تصريحات بايدن هذه المرة لم تكن نصائح لـ”إسرائيل” بحماية المدنيين أو بإدخال المساعدات أو بوضع خطة مقنعة لترحيل المدنيين قبل بدء العملية العسكرية في رفح، أو حول اقتراح التهدئة وتبادل الأسرى، بل كانت قراراً واعترافاً يعتبر الأول من نوعه من مسؤول أمريكي بهذا المستوى.

فالقرار قضى بوقف شحنات الأسلحة لـ”إسرائيل” والسبب وفق اعتراف صريح للرئيس الأمريكي، بأن تلك الأسلحة لم تكن لتهديم الأبنية السكنية والمشافي ودور العبادة وتخريب الطرقات وفق ما ترصده وسائل الإعلام مباشرة، وإنما بالقلم العريض والواضح هي لقتل المدنيين…

تصريح بايدن هذا اعتراف وشهادة يمكن إرفاقها مع الوثائق والأشرطة التي تقدمت بها جمهورية جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية لتجريم “إسرائيل” بقتل المدنيين وبجرائم الإبادة والتهجير القسري، وشهادة بايدن الذي يعيش على حافة قبره السياسي بألف شهادة لأنه شريك لـ”إسرائيل” في عدوانها على غزة وفق الرد الرسمي الذي صدر عن تل أبيب، حيث جاء فيه أن قرار وقف شحنات الأسلحة قرار محبط ومخيب للآمال، ولا يمكن لبايدن أن يقول، إنه “شاركنا” بعد أن أوقف السلاح الذي نقاتل به.

إن هذا القرار ليس فقط اعترافاً صريحاً من شريك “إسرائيل” في حرب الإبادة، بل شكل مصدر قلق لرئيس مجلس النواب الأمريكي على مستقبل “إسرائيل”، فيما اعتبر السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز أن الرئيس بايدن كان محقاً في وقف شحنات السلاح لحكومة نتنياهو.

ومع ذلك كله لا يمكننا أن نعوّل كثيراً على الخلافات الإسرائيلية- الأمريكية السطحية وفق تعبير ناطق عسكري إسرائيلي، فالتراجع عن القرار وإرسال السلاح الأمريكي من تحت الطاولة سوف يستمر على قدم وساق، إلا أن على المراجع القانونية والسياسية البناء على تلك التصريحات التي أدلاها بايدن الذي وصف نفسه في بداية الحرب على غزة ومن تل أبيب بأنه صهيوني- مع أنه ليس يهودياً- ولا يمكن لأحد أن يشكك بشهادته الدامغة هذه، كما لا يمكن لأحد أن يتهمه بمعاداة السامية التي يشهرونها في وجه كل من ينتقد جرائم “إسرائيل”.

إن جرائم “إسرائيل” تجاوزت كل الجرائم التي عرفها التاريخ الإنساني، ومحاسبتها سياسياً وقانونياً هو أضعف الإيمان ريثما تصحو دول العالم وتتصدى بكل الوسائل المتاحة لوقف هذا الإجرام الإسرائيلي المدعوم من الشريك الأمريكي عسكرياً وسياسياً.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة