قمة عربية على أنقاض “التضامن”
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
هل يحق لنا أن نتفاءل بانعقاد القمة العربية هذه الأيام، ماذا يمكن أن تقدّم قمة المنامة للمواطن العربي الذي عاش خيبات “الربيع العربي” الذي كان من أهم نتائجه طعن التضامن العربي في الصميم على وقع الدماء النازفة من شعوب المنطقة في الحروب البينية والداخلية والتغاضي عن معالجة المشكلات الاقتصادية والسياسية، وعن دور عربي في الساحة الدولية؟.
للأسف هناك اهتمام من بعض القوى العربية بما تقرّره الإدارة الأمريكية من بثّ الفتن والفرقة والانقسام في الموقف، وتحويل العرب إلى شعوب متناحرة، بل تحول البعض منهم إلى متسولين على موائد السياسة الدولية، تزامناً مع فقدان في الوزن السياسي الذي لم يضغط على المواطن العربي في البداية لانشغاله بمراقبة فوضى الإرهاب والقتل وتبديد ممتلكات الدول الوطنية وبنيتها الاجتماعية، حيث كان الحفاظ على الحياة في مقدمة أولوياته.
أما الآن وقد انقشع ضباب الوهم، وتحول الربيع المزعوم إلى هشيم نشبت به نيران تلفح الوجوه، استيقظ الجميع على هول المأساة التي خططت لها دوائر الغرب المتظاهر بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث جاء العدوان الإسرائيلي على غزة، ودعم الغرب المطلق لـ”إسرائيل” في حرب الإبادة التي فضحت حقيقة سياساتهم وتهميشهم لدور الأمم المتحدة ومجلس الأمن، خدمةً لحكومة المجرمين في تل أبيب، مع ازدراء فظيع للنظام الرسمي العربي، ومع ذلك كله تابع بعض العرب الاستماع إلى أكاذيب الإدارة الأمريكية التي لم تسفر إلا عن تأجيج الهمجية الصهيونية.
للأسف فإن تلك الصورة السوداء تجعل الجميع ينظرون بمزيد من القلق، وفي الوقت نفسه يلتمسون بعض الأمل من قمّة المنامة، ويأملون ألّا يستمعوا إلى نص بيان للقمّة يكرّر مواقف العرب السابقة حول وقف إطلاق النار.
إن المواطن العربي ينتظر أفعالاً ومواقف مشرّفة، وتجاوزاً لعبارات التسويف، كما يأمل العرب معالجة أي تبعية من بعض الأطراف العربية لأمريكا والغرب، فمواطنو تلك الدول باتوا يتبرأون من حكوماتهم التي سقطت عنها ورقة التوت، ولم يعد هناك من مبررٍ للاستمرار بالمراهنة على من بات شريكاً وفاعلاً في كل حروب البشر وتجاوزات القوانين الدولية.
إن الظروف المحيطة بانعقاد هذه قمة المنامة تحتاج بلا شك إلى تفكير جدّي، بل قرارات من خارج الصندوق تنهي حالة اليأس التي تحاول أمريكا وأدواتها وحلفاؤها ترسيخها في المنطقة العربية رغم امتلاكها كل مقومات النجاح في عملية إعادة روح الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل للعمل العربي المشترك.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة