الجري وراء أوهام الدفائن يشوه المعالم الأثرية… رئيس دائرة آثار السويداء لـ«غلوبال»: نعاني نقصاً بالحراس الجوالين
خاص السويداء – طلال الكفيري
أضحت العديد من المواقع الأثرية في قرى وبلدات محافظة السويداء، عرضة للتعديات الجائرة من العابثين بها، بهدف البحث عن أشياء ثمينة قد تكون من وجهة نظرهم مدفونة داخلها، ما قد يؤدي إلى تشويه هذه المعالم وطمس هويتها الأثرية التي تعود لآلاف السنين.
وفي هذا السياق، أكد رئيس دائرة آثار السويداء خلدون الشمعة في تصريح خاص لـ«غلوبال» أنه من خلال المراقبة المستمرة للمواقع الأثرية المنتشرة على مساحة المحافظة، والتي يقوم بها الحراس الجوالون لدى الدائرة، يتبين وجود حفريات سرية في بعضٍ منها، إضافة لوجود مخالفات بشروط التراخيص الممنوحة للراغبين بالبناء والترميم ضمن المواقع الأثرية، وعلى أثرها قامت الدائرة بمخاطبة قيادة الشرطة بغية تنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالفين وإحالتها للقضاء المختص، حيث بلغ عدد الضبوط المنظمة منذ منتصف العام الماضي ولتاريخه 25 ضبطاً، منوهاً إلى أن كافة الحفريات السرية تحصل ليلاً وفي المناطق البعيدة عن مركز المدينة، والمتاخمة لمنطقتي اللجاة والبادية.
مؤكداً أن هذه الحفريات ونتيجة عشوائيتها قد تؤدي إلى حدوث انهيارات ببعض أجزاء هذه الأبنية، خاصة مع وجود منازل متصدعة وآيلة للسقوط تقع بالقرب منها، لافتاً إلى أن هذه الحفريات ستؤدي بالتأكيد إلى طمس قيمتها التاريخية والأثرية، وبالتالي ضياع معالمها، مضيفاً: إن الهدف من العبث بهذه المعالم هو الجري وراء أوهام الدفائن غير الموجودة بالأصل إلا في أذهانهم، فالحفر السري غير النظامي يختلف عن التنقيب الأثري المهني الذي هو من اختصاص السلطات الأثرية، كونه يشرف عليه مختصون من دائرة الآثار قسم التنقيب.
وتمنى الشمعة من المجتمع المحلي وللحد من هذه الظاهرة المشوهة للمعالم الأثرية، مساندة السلطات الأثرية، والعمل على حماية هذه المواقع والمحافظة عليها، خاصة وأن الدائرة تعاني من نقص بالحراس الجوالين، المطلوب منهم تغطية أكثر من ألف موقع أثري منتشر على مساحة المحافظة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة