“الشبشلة” تكبد الفلاحين خسائر فادحة… رئيسة مركز البحوث الزراعية بالقنيطرة لـ«غلوبال»: لا يمكن حلها إلا بمجمع وراثي وغراس موثوقة
خاص القنيطرة – محمد العمر
لم يوفق الفلاح بالقنيطرة بآخر مواسمه وخاصة بالفترة الأخيرة بجني الثمار من شجرة التوت الشامي كما يريد، وذلك بعدما انخفض إنتاجه إلى أقل من الربع نتيجة أمراض وراثية أصابت هذه الشجرة وقد عرفت علمياً بظاهرة “الشبشلة”، مما أدى إلى خسائر اقتصادية للمحافظة وللفلاح معاً.
الفلاح زياد السامية من جباتا الخشب أكد
لـ«غلوبال» أن شجرة التوت الشامي تعتبر موسماً سنوياً للفلاح بالمحافظة وذلك بمردود اقتصادي كبير، حتى أن هذه الشجرة ملائمة للظروف البيئية والمناخية في القنيطرة، حيث لم تسجل هناك أي آفة اقتصادية، لكن بالسنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة “الشبشلة” وتمثلت في غياب الأزهار بشكل كامل، ما جعل المحصول يتضرر دون نتائج معروفة.
فلاح آخر يعمل في مزارع الأمل ذكر أن خسائر كبيرة تم تكبدها نتيجة القيام برش الشجرة بالمبيدات الحشرية والسقاية وغيرها، إلا أنه عبثاً بقيت الأمور على حالها دون علاج لهذه الظاهرة حتى أن مديرية الزراعة لم تنجح بعد محاولات عدة للعلاج بمعرفة العامل المسبب لفشل الشجرة وعدم حملها الثمار.
لافتاً إلى عدم التوصل لنتائج مرضية للفلاح في اليوم الحقلي الذي اجتمعت به الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية مع الفلاحين، لتكون الإجابة الصاعقة استبدال الأشجار بغراس موثوقة زراعياً.
رئيس مركز البحوث الزراعية في القنيطرة المهندسة حنان عثمان أكدت في تصريح خاص لـ«غلوبال» أن محافظة القنيطرة من المحافظات المتميزة بمحصول التوت على مستوى القطر، وذلك نظراً للجدوى الاقتصادية العالية والمردود المادي الذي يحصل عليه الفلاح بهذه الزراعة، لكن الشجرة بالفترة الأخيرة عانت من ظاهرة مرضية تدعى علمياً الشبشلة ( تساقط الثمار قبل التعقيد).
وبينت أن انتشار هذه الظاهرة بين الأشجار في السنوات الأخيرة تسبب في خسائر كبيرة للمزارعين في المحافظة، خاصة بعد محاولات تجريب بين الري بالسماد والمبيدات، ما أدى للتدخل السريع من وزارة الزراعة والجهات المعنية لإيجاد الحلول، وتم التوصل من خلال النتائج بعد تحليل التربة واستخدام العناصر الغذائية والهرمونية على أنها ظاهرة وراثية، قد تكون مرحلة علاجها صعبة إذا قام بها المزارع لوحده دون وجود خطة ومساعدة من الجهات المسؤولة.
وأوضحت أنه تم التوصل لإقامة مجمع وراثي وحقلي لإنشاء الأمهات بمديرية زراعة القنيطرة، وإنتاج غراس موثوقة تكون نواة للتوت الشامي خالية من الأمراض الوراثية التي قد تسبب الخسائر المستقبلية.
ولفتت إلى أنه تم إرشاد الفلاح عبر الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بوقف الهدر والإنفاق على الممارسات الزراعية الخاطئة بقصد الحد من هذه الظاهرة من غير علم منه، كون ممارساته لا تحقق أي جدوى اقتصادية أو أي تحسن بالإنتاج.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة