خبر عاجل
غرفة عمليات مشتركة لاستقبال أهالينا الوافدين من لبنان… نائب محافظ ريف دمشق لـ«غلوبال»: تجهيز 3 مراكز ايواء رئيسية وتأمين كافة المستلزمات اللوجستية التصفيات الآسيوية.. منتخبنا الوطني يهزم بوتان سعي لتسليم الوثائق في المنازل… مدير فرع بريد حماة لـ«غلوبال»: قريباً وضع 3 مكاتب جديدة بالخدمة وخطط لتصديق أوراق وزارة التربية إحداث خطوط جديدة… مدير هندسة المرور بريف دمشق لـ«غلوبال»: نهدف لربط المناطق ببعضها وتخفيف تكاليف النقل عن المواطنين  السورية للتجارة توزع الغاز المنزلي…  مدير الفرع بدرعا لـ«غلوبال»: الكميات توزع حسب المتوافر دون أي تأخير متر الألمنيوم يلامس المليون ومئتي ألف… رئيس جمعية البلور والألمنيوم بحماة لـ«غلوبال»: قروض الطاقة وتمويل بناء المقاسم الصناعية أبرز مطالبنا أجواء خريفية معتدلة… الحالة الجوية المتوقعة هل يلمس المواطن تغيراً؟ انفراجات بأزمة النقل… عضو المكتب التنفيذي المختص بمحافظة ريف دمشق لـ«غلوبال»: تخصيص طلب تعبئة إضافي من المازوت يومياً شكاوى من تراكم القمامة في يلدا… رئيس البلدية لــ«غلوبال»: الترحيل يتم بشكل منتظم ومواعيد محددة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

أمريكا ستدمر بأيدي أبنائها!

خاص غلوبال ـ علي عبود

سارع مناصرون للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعد اتهامه من لجنة المحلفين بالإجماع خلال محاكمته بارتكاب عدة مخالفات قانونية بأكثر من 30 تهمة، بالدعوة إلى العنف المسلح كما فعلوها خلال اقتحامهم لمبنى الكونغرس الأمريكي عام 2021!.

وتأتي هذه الدعوة إلى العنف والكراهية ترجمة سريعة لتهديد ترامب منذ أسابيع خلال خطبته النارية أمام مناصريه: إما أنا رئيساً لأمريكا أو الحرب الأهلية!.

بل ذهب ترامب بتهديده إلى سقف غير مسبوق بقوله: قد تكون هذه الانتخابات الرئاسية الأخيرة إن منعوني من الوصول إلى البيت الأبيض!.

وتؤكد مجريات الأحداث منذ عام 2016 بأن ترامب قد يحقق قريباً جداً نبوءة ابراهام لينكولن، المستغرب أنّ صُنّاع القرار في الولايات المتحدة لم يهتموا كثيراً بالتحذيرات الجدية التي أطلقها في السنوات الأخيرة مجموعة من المتخصصين بأسباب نشوب الحروب الأهلية مثل المؤرخ الأمريكي “ديفيد بليت” والتي نضجت مفاعيل تفجيرها في عدة ولايات.

لقد تنبّأ المؤرخ “بليت” مبكراً بأن أمريكا تتجه سريعاً نحو حرب أهلية دامية، ورأى قبل اندلاع أحداث (شارلوتسفيل) في عام 2017 أن “تشرذم المؤسسات والأحزاب يُعدّ مؤشراً على زعزعة الاستقرار الداخلي، ما قد يفرز حرباً أهلية”.

ويقول بليت: “أضعفنا المؤسسات، وليس فقط الأحزاب المستقطبة المهددة بالتفكك، كما حدث في خمسينيات القرن التاسع عشر، حين تفكك حزب (ويغ بارتي)، ما أدى إلى انقسام الحزب الديمقراطي إلى تيارين جنوبي وشمالي”.

الملفت أن المؤرخ الأمريكي رأى أن انتخاب دونالد ترامب رئيساً في عام 2016 كان بمثابة مؤشّر قوي على اقتراب اندلاع حرب أهلية قريبة في أمريكا، وفعلاً صحّ ماتوقعه (بليت)، فقد بدأت مؤشرات هذه الحرب باقتحام الأمريكيين المتعصبين والعنصريين والنازيين الجدد لمبنى الكونغرس الأمريكي، وكأنّنا كنا نتابع حدثاً في دولة نامية يثور فيها الشعب على نظام ديكتاتوري.

والسؤال: لماذا اعتبر المؤرخ الأمريكي (بليت) أن انتخاب ترامب رئيساً في عام 2016 كان حدثاً مفاجئاً لم يتقبله ملايين الأمريكيين خلافاً للانتخابات الرئاسية السابقة؟.

إذا عدنا إلى مرحلة الحملات الانتخابية في عام 2016 سنكتشف أن عدداً كبيراً من المحللين الإستراتيجيين والكتاب والمؤرخين حذروا من وصول ترامب إلى البيت الأبيض تماماً كما يحصل الآن في عام 2024، وسواء كان وراء هذه الأصوات ضد ترامب الحكومة العميقة، أم أنها تأتي من مستقلين يخافون على مستقبل أمريكا فإن النتيجة واحدة، وهي وجود انقسام في المجتمع الأمريكي مثل الانقسام الذي سبق اندلاع الحرب الأمريكية الأهلية الأولى بين ولايات الشمال والجنوب.

نعم، انتخاب ترامب رئيساً في عام 2016 تسبب باندلاع أحداث دامية عرقية، وعدم فوزه بانتحابات 2020 أدى لاقتحام أنصاره لمبنى الكونغرس، وهاهو ترامب يعلن أمام أنصاره قبل أشهر من انتخابات 2024: أما أنا أو حمامات الدم!.

ووفق (بليت) فإنه “عندما تكون الانتخابات أو التشريعات أو الأحداث أو الإجراءات التي تتخذها الحكومة والقيادات غير مقبولة لدى الأحزاب والجماعات الكبيرة والناخبين، يتعين علينا أن نعلم أننا معرضون لخطر الحرب الأهلية، أو شيء من هذا القبيل”.

وإذا كان أحد أسباب اندلاع الحروب الأهلية انتشار الكراهية والخوف بين الأمريكيين فإن هذا السبب أصبح ميزة المجتمع الأمريكي المتعدد الأجناس والأعراق، وقد ساهم ترامب بزادة انتشار الكراهية بإعلانه المتكرر انه يسعى إلى إرجاع أمريكا لشكلها الأول الخالي من الأعراق والأديان المختلفة، وخصوصاً المسلمين، حيث وعد ترامب منذ عام 2016 بفرض حظر علي مجيء المسلمين المهاجرين، وإن بطريقة شرعية، وبمنع دخول المهاجرين غير الشرعيين من الدول المهاجرة، بل وبترحيل من حصل على إقامة نظامية، والمؤشر الخطير أن وعود ترامب تلقى ترحيباً واسعاً من قبل معظم الناخبين الأمريكيين، مايؤكد الانقسام الحاد في المجتمع الأمريكي.

هذا الانقسام يطرح السؤال: هل أسس ترامب منذ عام 2016 لاندلاع حرب أهلية في أمريكا؟.

نعم، تجلى قيام ترامب بالتأسيس لحرب أهلية من خلال تعيينه لرجال الأعمال والأغنياء واليمينيين المتطرفين الذين يجاهرون بتغيير الخريطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأمريكية بالكامل في مراكز صناعة القرار خلال سنوات رئاسته السابقة.

وما يؤكد تأسيس ترامب لحرب أهلية اندلاع أحداث العنف في ولايته (2016 ـ 2020) في عدة مدن أمريكية: تشارلستون، وفيرغسون، ودالاس، وسانت بول، وبالتيمور، وباتون روغ، والإسكندرية الأميركية.. إلخ.

ولم تقصّر هوليوود التي يسيطر عليها الصهاينة بالترويج للحرب الأهلية من خلال صنع كم هائل من الأفلام تزعزع بنية المجتمع الأمريكي وتنشر الكراهية بين البيض والسود من جهة والأمريكيين والمهاجرين من جهة ثانية!.

وغزت دور العرض في السنوات الأخيرة مجموعة من الأفلام تتحدث عن انتفاضات شعبية ضد السلطة الأمريكية المركزية مطالبة بالانفصال عن الاتحاد الأمريكي!.

فيلم (بشويك.. إنتاج 2017) يتحدث مثلاً عن سينايو واقعي للحرب الأهلية حيث تنشق ولاية تكساس ولوزيانا وشمال كاليفورنيا وجنوب كارولينا وغرب فرجينيا وجورجيا وأجزاء من ميرلاند وبنسلفانيا عن الاتحاد، ويتشكل (الائتلاف الأمريكي الجديد) لمحاربة الجيش الأمريكي لإجبار الكونغرس على التصديق على الانفصال.

ويتساءل أحد الممثلين مستفسراً: هل الأمر أشبه بحرب أهلية جديدة؟
وتدور أحداث الفيلم على تطويق بلدة بشويك في نيويورك لإرغام الرئيس على الرضوخ للانفصاليين وعندما يسأل أحد الأشخاص عناصر من الانفصاليين: لماذا تفعلون ذلك؟.

يأتيه الجواب: بسبب التنوع العرقي، فهناك الكثير من الأقليات في بروكلين،
كما أن فيلم ديترويت (إنتاج 2017) يستعيد أحداث العنف التي اجتاحت المدينة في عام 1967 على خلفيات عرقية، وكانت من أكبر الانتفاضات الشعبية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان الأمريكيون الأفارقة مقيدين ببضعة أحياء مكتظة تجوبها الشرطة المعروفة بعدوانيتها حيث اتضح أن الوعد بالفرص المتساوية مجرد وهم!.

ترى لماذا التذكير بهذه الانتفاضة؟
أنها تحريض صهيوني لدعوة الأمريكيين من أصول عرقية مختلفة للانتفاضة والتمرد على الحكومة المركزية أي لتفجير حرب أهلية في أمريكا!.

وأحدث الفيلم الجديد (حرب أهلية) الذيي يُعرض منذ أسابيع أحد السيناريوهات الواقعية جداً لاندلاع حرب بين الانفصاليين والاتحاديين.

لايخفى على المتابعين أن حركات كثيرة شهدتها أمريكا تطالب بانفصال بعض الولايات عن الاتحاد، لكن لم يتطور أي منها إلى حركة عنفية، فهل سيتغير المشهد بعد سياسات ترامب التي تؤسس لتفجير حرب أهلية في أمريكا؟.

مثلاً لم تخف حركة (نعم كاليفورنيا) على مدى العقود الماضية رغبتها بإجراء استفتاء على انفصال الولاية عن الولايات المتحدة الأمريكية، وفد سبقتها 15 ولاية في مسألة تقديم طلبات بالانفصال من الوطن الأم لإقامة حكومات منفصلة وكيان مستقل وتضم هذه القائمة: لويزيانا وتكساس ومونتانا وداكوتا الشمالية وانديانا وميسيسيبي وكنتاكي وكارولينا الشمالية وألاباما وفلوريدا وجورجيا ونيوجرسي وكولورادو وأريغون ونيويورك..الخ.

صحيح أن مصير هذه الطلبات الأدراج وأن محاولات الانفصال لم ولن يقرها الكونغرس، ولكن المشهد سيتبدل جذرياً في حال لم يصل ترامب مجدداً إلى البيت الأبيض.

ولو حدث ذلك تكون نبوءة ابراهام لينكولن قد تحققت: (لن تدمر أمريكا من الخارج أبداً، ولكننا إذا ارتبكنا وفقدنا حرياتنا، فسيكون هذا لأننا دمرنا أنفسنا بأيدينا)!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *