المنطقة الصناعية الغذائية بالغاب في غياهب النسيان… خبيران لـ«غلوبال»: تحقق النهوض عبر الزراعة التعاقدية ولم تشهد خطا عملية لانطلاقها
خاص حماة – سومر زرقا
منذ نحو عامين أُعلن عن تحديد منطقة للتصنيع الغذائي في منطقة رجوم بسهل الغاب في حماة، لما لذلك المشروع من أهمية في تنشيط الزراعة وتسويق إنتاجها، وزيادة القيمة المضافة للمحصول على مدار السنة، ورغم الأحاديث والندوات والرفض والقبول للمشروع، لوحظ الآن غيابه عن المشهد بشكل تام، إن لم نقل إعلان وفاته دون بيان الأسباب.
وأشار الخبير الدكتور بسام السيد في حديث لـ«غلوبال» إلى أن تلك المنطقة الصناعية وبعد دراسة مشروعها تم تحديد عدة مواقع لإنشائها من قبل لجنة مكلفة بتلك المهمة حيث طرحت اللجنة، والتي كان عضواً فيها 3 مواقع هي إما الأراضي الفارغة بقرب معمل سكر سلحب، أو في منطقة الصهرية كونها منطقة جبلية والتي كانت تمثل الخيار الأفضل كموقع للمشروع، ومنطقة رجوم في عين الكروم، موضحاً أنه تم إعفاؤه من عضوية اللجنة بعد ذلك لأسباب لا يعلمها.
وتابع: لم تحدث أي أعمال وخطوات على أرض الواقع لنقل ملكية الأراضي من الزراعة إلى بلدية عين الكروم، أو أي خطوات لإنشاء وتجهيز المنطقة الصناعية والبنية التحتية اللازمة لإنشائها، وتم تكليف مدير المنطقة الصناعية بحماة بمتابعة الموضوع، موضحاً أنه لا يوجد أي جديد فيما يخص هذا الموضوع ويبدو أنه انتهى فعلياً.
كما نوّه الدكتور السيد بأن مثل هذا المشروع يحتاج لمستثمرين، وفي الوقت نفسه وعلى الصعيد العملي فالمستثمر غير مضطر لوضع أموال طائلة وتجميدها في مشروع بمنطقة ربما تحتاج سنوات لمدها بالبنى التحتية اللازمة لإحيائها.
بدوره، الخبير التنموي أكرم العفيف، بين لـ«غلوبال» أن منطقة الغاب قسمت إلى منطقتين، منطقة زراعية خصبة ويمنع الإشادة فيها حتى لحظيرة أبقار، وهذا طبعاً أمر خاطئ لأن تربية الحيوان هي من صلب عمل القطاع الزراعي، ومنطقة أخرى حراجية أيضاً ممنوع البناء ضمنها.
وتابع: كان من أبرز الحلول المطروحة إنشاء منطقة صناعية مخدّمة جاهزة للبيع للراغبين بإنشاء مشاريع التصنيع الزراعي، وبالفعل حددت منطقة رجوم، مبيناً أنه قرار بالاتجاه الصحيح، وكان من المزمع بدء العمل والتخديم والإفراز الفوري، لنفاجأ بعدم حصول أي عمل مما ذكر حتى تاريخه.
ولفت الخبير التنموي إلى أنه ورغم عدم وجود منتجات زراعية لتشغيل المعامل حالياً، لكن وجود المعامل سيشجع الزراعات التعاقدية بين أصحابها الذي سيتعاقدون مع الفلاحين في تلك المنطقة للحصول على منتج أو صنف معين لتشغيل معاملهم وبأسعار مقبولة.
وبين أن وجود منطقة للتصنيع الزراعي يتخللها مشاغل ومعامل ألبان وأجبان ومجففات ومعامل تخليل، أمر ضروري للنهوض بالواقع الزراعي ولابدّ من الاستعجال فيه، منوهاً في الوقت نفسه بصعوبة حضور أصحاب المعامل إلى المنطقة بسبب التراجع الحاد للإنتاج الزراعي بالغاب بفعل إهمال المنتج، مردفاً: للأسف نرى أن التوجه الآن بات لصالح الاستيراد، وهذه كارثة حقيقية للقطاع الزراعي وللاقتصاد الوطني ككل.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة