خبر عاجل
هل يلمس المواطن تغيراً؟ انفراجات بأزمة النقل… عضو المكتب التنفيذي المختص بمحافظة ريف دمشق لـ«غلوبال»: تخصيص طلب تعبئة إضافي من المازوت يومياً شكاوى من تراكم القمامة في يلدا… رئيس البلدية لــ«غلوبال»: الترحيل يتم بشكل منتظم ومواعيد محددة وفرة الإنتاج تنعش سوق التمور بالبوكمال… مدير الإنتاج النباتي بزراعة دير الزور لـ«غلوبال»: المنطقة تشتهر بجودة الأصناف ردعٌ سرمدي… رغم الاستهتار والإجرام الفلاح يعاني تذبذب سعر الزيت غير المبرّر… عضو لجنة المعاصر لـ«غلوبال»: التسعيرة اعتُمدت بـ 575 ليرة في حمص ونطالب بمعايير لإنشاء وضبط المعاصر نجوم الفن في سورية يدعمون لبنان “برداً وسلاماً على لبنان” درع الاتحاد.. الكرامة يحسم ديربي حمص لصالحه والوحدة يتغلّب على الشرطة رفع للجاهزية الطبية على معابر القصير مع لبنان… رئيس دائرة الجاهزية بصحة حمص لـ«غلوبال»: استنفار للكوادر والمشافي حريق في جامعة تشرين…قائد فوج الإطفاء لـ«غلوبال»: التدخل السريع حال دون توسع الحريق
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

بلنكن… وجولات تسويق الوهم

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

يستمر مسلسل التسويف الأمريكي مع مزيج من الأكاذيب المعهودة يحملها بلنكن مع عنوان بارز يطفح بالمشاعر المزيفة لإدارة بايدن التي لاتزال تعتقد أن وعودها الخلّبية بوقف إطلاق النار يتوقف تنفيذها على حماس، التي تقاوم بالأسلحة الفردية أعتى عدوان عرفه التاريخ الحديث.

فهل حماس والشعب الفلسطيني اللذان يعيشان رعب مجازر الإبادة منذ ثمانية أشهر ونيف هم من لم يوافق على وقف إطلاق النار، إن هذا ما يدّعيه بلنكن، فيما العالم أجمع يرى ويسمع ممارسات حكومة نتنياهو المدعومة من إدارة هذا الوزير الأمريكي الذي مازال يعتقد أن حبل الكذب ليس قصيراً، بل يطلب من عواصم عربية الضغط على حماس للقبول بوقف إطلاق النار الذي لا تريده أمريكا ولا إسرائيل أساساً.

وحتى مبادرة بايدن التي ملأ بها الدنيا وشغل الناس مع مشروع القرار الذي قدمته الإدارة الأمريكية لمجلس الأمن، والذي أصدر قراره ويحمل من الضبابية والتورية ما يجعل الضالعين في القانون الدولي بحاجة إلى الرجم بالغيب ليعرفوا ما يخبئه الخبث الأمريكي بين السطور، مع إدراكهم المسبق أن واشنطن في مشاريع قراراتها تحرص أن تحول الجاني الإسرائيلي إلى ضحية كعادتها، وكان الموقف الروسي في الامتناع عن التصويت خير دليل على غموض مشروع القرار، والذي لا توجد فيه صيغة قاطعة لوقف إطلاق النار.

ومع ذلك أثبتت جميع الأطراف إيجابيتها في التفاوض وعلى رأسها الفصائل الفلسطينية التي رحبت بالقرار، وغيرها من الأطراف العربية والدولية، إلا المندوبة الإسرائيلية التي أكدت مضي إسرائيل في عدوانها حتى- القضاء- على حماس واستعادة الأسرى، وكأن القرار لا يعني إسرائيل.

ولا ننسى هنا قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار قبل شهر ونيف، والذي رحبت به العواصم العربية التي يزورها بلنكن حالياً، وزارها سبع مرات سابقة، لكن إسرائيل رفضت في حينها تنفيذ القرار، بل ودعمتها واشنطن التي زعمت أن القرار ليس ملزماً.

أما تأكيدات بلنكن ووعود إدارته بالمساعدات الإنسانية لشعب غزة المنكوب والمكلوم الذي يصارع الموت جوعاً ومرضاً وخوفاً ونزوحاً فلم ينفذ منها إلا الجزء اليسير، بل على العكس تم استغلال وصول بعض المساعدات لتنفيذ جرائم فظيعة من قبل حكومة الإرهاب والتطرّف الإسرائيلي، وكان آخرها قتل وجرح حوالي الألف فلسطيني في مخيم النصيرات الذين كانوا يقدمون الرعاية اللائقة للأسرى واستضافوهم في بيوتهم وتقاسموا معهم لقمة العيش، وأمنوا لهم ما عجزوا عن تأمينه لأنفسهم لدرجة أن مذيعة تلفزيون إسرائيلية أكدت أن مظهر إحدى الذين- حرّرتهم- القوات الإسرائيلية الأمريكية، أفضل من مظهرها، ما تسبب بطردها من عملها بسبب صدقها، كما- كافأت- إدارة بايدن وحكومة نتنياهو الأهالي بمجزرة يندى لها جبين البشرية.

إن جولة بلنكن هذه إلى عواصم الوساطة العربية ليست إلا لنقل التهديدات، ولشراء المزيد من الوقت كي تتابع إسرائيل وبدعم أمريكي خطط الإبادة والتدمير والتهجير، ولكي يطلب من تلك العواصم المزيد من الضغط على حماس كي تستسلم وتقبل بوقف إطلاق النار غير المشروط.

إن وقف إطلاق النار مطلب ملحّ للشعب الفلسطيني وللفصائل المقاومة وللعالم أجمع بلا شك، لكنه يتطلّب الضغط على إسرائيل لوقف مجازرها، ولا يحتاج كل تلك الجولات لمسؤولي إدارة بايدن إلى المنطقة، لوكانت أمريكا وإسرائيل جادتين في التوصل إليه، وتحقيق ما يضمن عودة آمنة للأسرى، ويسمح بدخول مساعدات تتناسب وحاجة المنكوبين الفلسطينيين، وإعادة بناء ما دمرته إسرائيل بأسلحة أمريكية في غزة ورفح، وإلا فإن بلنكن وإدارته وحكومة تل أبيب واهمون إن كانوا يعتقدون أن بإمكانهم فرض الاستسلام على شعب يقاوم من أجل الحياة الكريمة، أو حتى بإمكانهم وقف الجبهات المساندة في لبنان واليمن  وسورية وصولاً إلى العراق.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *