أصحاب الوجاهات الزائفة!
خاص غلوبال – هني الحمدان
الكل يسعى ويجهد، البعض يراوغ ويكذب للوصول إلى مآربه وغاياته، عبر الواسطات أوالشراء والهدايا للحصول على كرسي أو منصب حساس، أو ليخوض منافسة انتخابية ما، وهناك من يسلك الطرق الاعتيادية مستنداً إلى كفاءته وأخلاقه وما قدم من خدمات للناس، لكن للأسف هؤلاء ليسوا في خانة المحظوظين حتى لو نجحوا في الاختبارات أو المنافسات الأولية المؤهلة، هؤلاء الذين لايكترثون كثيراً إلابسمعتهم وحبهم للعمل لايسلكون طرق الواسطة والمحسوبيات سبيلاً، هم بحالة نكران لذواتهم، أقرب للعقلانية والآراء الراجحة، بنفوس صافية وضمائر حية، باطنهم مثل ظاهرهم، أنقياء وأطياب، لا يعرفون الكذب والدجل ولا التملق والتسلق، بعيدون كل البعد عن المظاهر الزائفة والمواقف المتأرجحة، لديهم رفعة غاية في العلو، لايفكرون بأي صراعات أو منازعات على المال والجاه والمناصب، يرفضون رفضاً مطلقاً كل عمل مشين وفعل سقيم، عكس الهائمين في ذواتهم الذين يحبون الأنا ويفعلون الأفاعيل من أجل البروز والارتقاء والشهرة، ولو على حساب الأخلاق والمبادىء.
اليوم ماهي صورة أمثال أولئك الذين يسعون بكل الطرق لتحقيق منافعهم الذاتية، هم لا يعيرون اهتماماً لأي مبادىء، مع شديد الأسف ضاعت المعايير والمحددات، وغلبت علاقات المعرفة والمحسوبيات، كثر أمثال هؤلاء الساعين وراء المناصب والكراسي وصار الكل في سباق محموم، كثر يهوون المدح والإطراء ويطربون لكل صوت مداح، يصطنعون كل شيء من أجل الحضور والبروز، هم شديدو اللهاث وراء مايحقق لهم ماتهوى أنفسهم وتبتغيه ومخادعون ولهم حبائل شيطانية غاية في السوء، بلا ضمائر يدفعون ويشترون ويتنكرون ويخدعون، على عكس الذين يطمحون ويصلون بأخلاق ومبادىء وأحقية تامة، تراهم مثل الحديقة الغناء تبهج النفس بأزاهيرها، وتنعش الروح بشذاها، لهم قدرات ذهنية وفكرية وعطائية متميزة، ولهم طول باع في مضامير الأعمال النبيلة، وإسداء المعروف، وإصلاح البين، يجمعون ولا يفرقون، مواقفهم الإنسانية رائعة، ومشاريعهم واعدة، ونجاحاتهم باهرة، وبصماتهم واضحة، وأعمالهم الإنسانية واضحة وبائنة، لاتحتاج لبرهان أو دليل، مثل هؤلاء نحتاج اليوم، لا أمثال الصغار بأفكارهم وأخلاقهم المدججون بالأموال المشبوهة لشراء المناصب وتحقيق المكاسب والوجاهات الزائفة، يتقلدون المسؤوليات يسرقون ويكذبون ويمشون بلا أي فائدة إلا منافعهم الخاصة ومضاعفة رؤوس أموالهم.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة