انقطاع مياه الشرب وارتفاع درجات الحرارة يزيدان معاناة السكان… مصادر طبية بالحسكة لـ«غلوبال»: ارتفاع في حالات التسمم والتهاب الأمعاء
خاص الحسكة – عطية العطية
كشفت مصادر طبية بمدينة الحسكة، عن مراجعة العشرات من الأشخاص خصوصاً من الأطفال وكبار السن للمشافي والعيادات الطبية الخاصة، والذين يعانون من حالات تسمم واضطرابات بالمعدة والأمعاء نتيجة المياه الملوثة وارتفاع درجة الحرارة الكبير.
ويلجأ أكثر من مليون مدني من سكان مدينة الحسكة ونواحيها، وبلدة تل تمر وقراها والريف الغربي لمحافظة الحسكة، منذ سنوات إلى شراء مياه الصهاريج، نتيجة قطع المياه من مصدرها الوحيد “محطة آبار علوك” منذ احتلال رأس العين من قبل جيش الاحتلال التركي.
وبينت المصادر الطبية والصحية في تصريح
لـ«غلوبال» بأنه خلال الأسابيع الماضية ازدادت حالات التسمم ومايسمى بالتهاب المعدة والأمعاء، والذي يؤثر بشكل كبير على الأطفال والمسنين بين سكان مدينة الحسكة وريفها القريب، مع ارتفاع الطلب على الأدوية الخاصة بالعلاج وارتفاع اسعارها في ظل غياب الرقابة العامة.
وأوضحت المصادر أن الأعداد الكبيرة للمرضى لها أسباب كثيرة وعلى رأسها المياه الملوثة، التي تسبب إسهالاً حاداً وغثياناً شديداً عند الأطفال، ويؤدي إلى الجفاف واضطراب الشوارد ما يهدد صحة الطفل وحياته، وذلك بسبب اعتماد السكان على مياه الصهاريج مجهولة المصادر.
ونوهت المصادر إلى أن فصل الصيف والارتفاع الكبير في درجات الحرارة، لها تأثير كبير أيضاً على ازدياد أرقام المصابين، حيث تستقبل المشافي والعيادات يومياً عشرات الحالات المتفاوتة بين الخطرة وقليلة الخطورة.
وأوضحت المصادر أن عدد الحالات بشكل متزايد، فخلال الشهر الماضي وصل عدد الحالات إلى قرابة الـ 1200 حالة مرضية، فقط في المركز الطبي المحدث “اللؤلؤة”وسط مدينة الحسكة، ناهيك عن المشافي الموجودة في المدينة.
وطالبت المصادر من الجهات العامة والدولية زيادة الرقابة على الصهاريج الخاصة، والعمل الجدي على ضرورة إعادة تشغيل آبار مشروع علوك بريف رأس العين بالسرعة القصوى من خلال الضغط على الجهات التي تعرقل تشغيها منذ أكثر من 9 أشهر متواصلة.
وحسب الأرقام غير رسمية فإن نحو 800 صهريج متنقل يغذي مدينة الحسكة يومياً، إلى جانب توزيع المنظمات الدولية المياه من خلال تعبئتها لخزانات الكبيرة سعة 25 برميلاً ووضعها في الأحياء لخدمة الأهالي.
ويستمر توقف العمل بمحطة “علوك” المصدر الوحيد لمياه الشرب لمليون مدني في مدينة الحسكة وبلدة تل تمر وريفهما والواقعة بريف رأس العين المحتلة بشكل كامل للشهر التاسع على التوالي، حيث جعل السكان يعتمدون على مياه الصهاريج حيث وصل سعر خزان المياه سعة 5 براميل إلى 50 ألف ليرة، وطرد المياه المعدنية إلى 30 ألف ليرة مع زيادة الطلب عليها نتيجة ارتفاع درجات الحرارة الكبير.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة