توافق حول صوابية قرار إحلال الدعم النقدي واختلاف على طرق تطبيقه… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: أفضل الطرق بتحويل رصيد مالي يسمح بأخذ البضائع من صالات السورية للتجارة
خاص دمشق – بشرى كوسا
بناء على ما طلبته الحكومة من المواطنين حاملي البطاقات الذكية بالمبادرة إلى فتح حسابات مصرفية باسم حامل البطاقة خلال مدة ثلاثة أشهر، تمهيداً لتحويل مبالغ الدعم إلى هذه الحسابات، وتماشياً مع توجهات إعادة هيكلة الدعم باتجاه الدعم النقدي،انتشرت العديد من التحليلات على مواقع التواصل الاجتماعي تفسر آليات وطرق إحلال الدعم النقدي بديلاً عن الدعم السلعي.
وكان هناك ما يشبه الإجماع على أن الفكرة من حيث المبدأ جيدة لجهة الحد من الفساد والهدر في المال العام تحت ذريعة الدعم الوهمي، ولكن سجّل تباين حول آليات تنفيذ التوجه الجديد للحكومة.
بعض الآراء طالبت برفع تدريجي للدعم، بمعنى أن يتم رفع الدعم عن سلعة معينة ولشريحة في منطقة جغرافية ما يتم تحديدها، مع بقاء مادة الخبز على حالها تكون آخر سلعة يتم رفع الدعم عنها، ثم يتم تقييم التجربة قبل تعميمها على كل السلع والخدمات الحكومية المدعومة.
فيما اشترط رأي آخر أن تكون قيمة المال البديل “متغيرة” بمراجعة تتم كل فترة زمنية مقبولة معلنة حصراً، معتبراً أنه من الأفضل عوضاً عن رفع الدعم واستبداله بكتلة مالية، هو إعطاء رواتب صحيحة تكفي المواطنين، وإعطاء معونة بطالة شهرية مالية، ووضع نظام تأمين صحي في متناول الجميع.
بدوره، أكد الخبير الاقتصادي جورج خزام في تصريح لـ«غلوبال» أن الطريقة الصحيحة لتوزيع الدعم نقداً ليست بتحويل أرصدة مالية للحسابات المصرفية للمواطنين، وإنما بتحويل رصيد مالي على البطاقة الإلكترونية صالحة لشراء الغاز والخبز والبنزين وكل البضائع في صالات السورية للتجارة،أو بتحويل مبلغ الدعم لرصيد مالي على أحد برامج الدفع الإلكتروني لسيريتل أو إم تي إن، أو تحويل مبلغ الدعم النقدي إلى رصيد مالي على موبايل المواطن يمكنه إعادة بيع و تحويل هذا الرصيد لأي محل دفع فواتير موبايل لقبض قيمة هذا الدعم نقداً مقابل عمولة للمحل.
وأضاف خزام: إن عقبات توزيع الدعم نقداً بالحسابات المصرفية عديدة منها، زيادة الازدحام في المصارف وعلى الصرافات التي تعاني بالأساس من ازدحام، إضافة لخسارة المواطن لعمولات الإيداع وعمولات السحب التي سوف يخصمها المصرف لنفسه من دون وجه حق، وذلك دون أن يحصل المواطن على أي خدمات مصرفية.
ولفت خزام إلى أن من أبرز العقبات أيضاً التي ستواجه عمليات توزيع الدعم نقداً، هو تأخر المواطنين بالحصول عليه، بسبب تأجيل السحب النقدي كل عدة شهور لتجنب ضياع الوقت من زيادة الازدحام الشديد بالمصارف والصرافات، ما يؤدي لتراكم مليارات الليرات لتستفيد منها المصارف.
واعتبر خزام أن فكرة توجه الملايين من المواطنين نحو المصارف لفتح حساب مصرفي مع إيداع رصيد افتتاحي فيه إجحافاً بحق المواطن لكونه يزيد من أعبائهم اليومية، والتي تتراكم كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.
رداً على سؤال، هل ستباع السلع التي رفع عنها الدعم بالسعر العالمي، أجاب خزام بالنفي، لأن منصة تمويل المستوردات في المصرف المركزي ترفع تكاليف الاستيراد حوالي 35%، بالإضافة إلى الاحتكار الذي يحكم الأسواق من خلال تخفيض كمية البضائع المعروضة مقارنة مع حجم الطلب عليها، ما يؤدي لارتفاع الأسعار و زيادة الاحتكار، وخير مثال على ذلك ارتفاع أسعار الأعلاف واللحوم الحمراء والفروج ومشتقات الألبان والأجبان مقارنة بدول الجوار.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة