خبر عاجل
عبد الرزاق محمد لـ “غلوبال”: “الفتوة مطالب بالمنافسة على لقب البطولة الآسيوية” التأخر باستلام الأقماح يرهق الفلاحين مادياً… رئيس مكتب الحبوب بالسويداء لـ«غلوبال»: السبب الإقبال الكبير على التسويق مزارعو الكرز باعوا محصولهم بتراب المصاري… مدير زراعة القنيطرة لـ«غلوبال»: إنتاج 2751 طناً عطل بالصرف الصحي يقض مضاجع القاطنين منذ شهر… رئيس بلدية القدم لـ«غلوبال»: ستحل المشكلة خلال اليومين القادمين الرئيس يصدر قانونا بإحداث وزارة الاتصالات أجواء صيفية عادية… الحالة الجوية المتوقعة خلال الثلاثة أيام القادمة أسعار الطحين إلى ارتفاع.. جمعية المخابز بدمشق لـ«غلوبال»: الكلف عالية والإقبال ضعيف والتسعيرة طي الأدراج منتخبنا الوطني يتأهل للدور نصف النهائي في بطولة الديار العربية غرب آسيا الشامي لغلوبال :أنا ابن دمشق العظيمة 340 ألف ليرة شهرياً تكلفة الاشتراك بأمبير للتلفاز وللمبة إضاءة… مدير الأملاك بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: الأمبيرات مخصصة فقط للاشتراك التجاري
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

جرائم التدمير… من القنيطرة إلى غزة

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

قبل خمسين عاماً ومع الإعلان عن نية القائد المؤسس حافظ الأسد رفع العلم السوري في سماء مدينة القنيطرة في السادس والعشرين من حزيران 1974، لم ينم أهالي المدينة وأهالي القرى الذين نزحوا في نكسة حزيران 1967، تلك الليلة التي سبقت الحدث يساهرون أحلامهم الممزوجة بالشوق للعودة إلى بيوتهم التي لم تتعرض لأي نوع من أنواع القصف خلال الحرب، وكانت كما تركوها  قبل أيام من انسحاب إسرائيل منها تنفيذاً لقرار فصل القوات الذي تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة.

لكن الصدمة الكبرى والجريمة غير المسبوقة كانت فيما رآه الأهالي من تعامل المحتلين مع منازلهم عندما أوصلتهم الحافلات من دمشق إلى مشارف المدينة المحررة.

للأسف تحولت منازل المدينة ومدارسها ومرافقها العامة إلى ركام بعد تعرضها للتخريب المتعمد، لكن الوقت لم يسعف الإسرائيليين لإتمام هدمها بالكامل.

يعتقد البعض أن عملية الهدم تمت بالآليات الهندسية والجرافات، ولم يتم استخدام المتفجرات، وأن عملية الهدم قد انتهت قبيل ساعات فقط من الانسحاب، وما شاهده الناس في المدينة الشهيدة شاهدوه في سبع قرى حدودية كانت أبنيتها من الحجارة والطين، وتم تهديمها بالكامل وتحويلها إلى ركام كي تمنع إسرائيل سكانها من العودة إليها، ولتعطي  صورة رعب معبرة عن تاريخها الأسود، وعن مجازرها التي تطال البشر ولا توفر الحجر.

هذه هي صورة الحقد الصهيوني التي اطلعت عليها وفود من جميع أنحاء العالم زارت المدينة بعد التحرير، ووثقتها الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية كجريمة حرب تم ارتكابها في زمن السلم.

والآن وبعد خمسين سنة من جريمة إسرائيل تلك تتكرّر الصورة ذاتها، ولكن بأسلوب أشد إيلاماً في جميع التجمعات السكانية الفلسطينية وتحولها إلى ركام في حرب تشنها إسرائيل من طرف واحد ضدّ المدنيين ومخيماتهم وأماكن لجوئهم، متذرعةً بأن تلك الأماكن يتم استخدامها للأغراض العسكرية، وتماطل إسرائيل في تنفيذ قراري مجلس الأمن القاضيين بوقف إطلاق النار لإتمام عمليات الهدم لما أنجزه السكان في قطاع غزة على مدار عقود.

إن هذه الجرائم يعرفها الأمريكيون بكل تفاصيلها من دير ياسين قبل النكبة مروراً بالقنيطرة ووصولاً إلى جرائمهم المتصاعدة في غزة، ومع ذلك يعتبرون أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الإقليم، ويخشون عليها من الهزيمة ويدخلون معها الحرب لإنقاذ مجرميها من المحاسبة.

والمضحك والمقزّز في آن، أن أمريكا قد وجهت دعوة لنتنياهو- الذي يمارس أبشع أنواع الإجرام- لإلقاء كلمة في الكونغرس أواخر الشهر القادم تكريماً لوحشيته، وأن نشطاء وسياسيين إسرائيليين من بينهم إيهود أولمرت رئيس وزراء الاحتلال الأسبق يطالبون بإلغاء الدعوة لأنها تعطي الشرعية لمجرم “بحق إسرائيل ذاتها”.

في ذكرى تحرير القنيطرة لا بد أن نستذكر إصرار القائد المؤسس على عملية إعمار المنطقة المحرّرة بالكامل، وتأمين فرص العيش الكريم للسكان، مع الإبقاء في الوقت نفسه على ركام الحقد الإسرائيلي كما هو، تأكيداً على أن صراعنا مع إسرائيل هو صراع وجود، وهو صراع بين ثقافة الخراب والدمار التي تنفذها بدعم أمريكي- غربي، وثقافة المقاومة والإعمار التي لن نتخلى عنها مهما جرت محاولات للإخلال بموازين القوى.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *