خبر عاجل
أجواء معتدلة نهاراً وباردة ليلاً… الحالة الجوية المتوقعة دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة أمطار غزيرة شهدتها طرطوس أعلاها في بانياس 108 مم… مدير مكتب الحمضيات لـ«غلوبال»: جيدة لجميع المحاصيل “ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

لماذا تأخرت الصين بالوصول إلى الجسر المحترق؟

خاص غلوبال ـ علي عبود

توحي الصين وكأنّها غير مهتمة حالياً بضخ أي استثمارات في البنية التحتية في العراق وسورية في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، وهذا يعني أنها قد تتأخر كثيراً قبل أن تصل إلى “الجسر المحترق”!.

كما توحي روسيا أيضاً أنها غير مهتمة بهذا الجسر الذي يمكن أن يكون امتداداً لخطوطها الجيوـ اقتصادية الجديدة كبديل عن خطوطها المقطوعة مع أوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا.

السؤال: ماهو “مشروع الجسر المحترق” الذي تأخرت استثمارات الصين بإدراجه في برامجها المصممة لتنفيذ مبادرة “الحزام والطريق؟.

عنوان هذا المشروع: ( الجسر المحترق: الممر البري الإيراني إلى البحر الأبيض المتوسط)، وهو حيوي جداً لأربع دول (إيران ـ العراق ـ سورية ـ لبنان) تقع على طريق الحرير الجديد الذي ترصد الصين لتنفيذه مليارات الدولارات سنوياً.

وقد بدأت إيران والعراق بتنفيذ الخطوة الأولى من هذا المشروع في أيلول 2023 بوضع حجر الأساس لمشروع الربط السككي بين منطقة “شلمجة” الإيرانية على الحدود الإيرانية العراقية ومدينة “البصرة”، لكن لم تنطلق أعمال المرحلة الأولى والتي ستربط نقطة البصرة بالعاصمة بغداد، ومنها إلى الحدود السورية.

السؤال هنا: هل تأخر الإنطلاق بأعمال المرحلة الأولى يعود إلى تحديد الجهة المنفذة؟.

لو كان مشروع “الجسر المحترق” يقتصر على تكامل اقتصادي إقليمي لجاز القول إن كل دولة مسؤولة عن تمويل الجزء المار بأراضيها، أو البحث عن جهات ممولة عن طريق القروض أو المنح..إلخ،ولكن بما أن المشروع مدرج في “مبادرة الحزام والطريق”، فهذا يعني أن العراق وسورية ولبنان ينتظرون قدوم الاستثمارات الصينية، ولعل حكومات هذه الدول تتساءل عن أسباب تأخرها عن الوصول إلى “الجسر المحترق”!.

بالنسبة لإيران ـ والصين أيضاًـ فإنه لاجدوى لمشروع “الجسر المحترق” إن لم يصل إلى البحر المتوسط، أي إلى الموانئ السورية واللبنانية، ومنها إلى أوروبا، وبالتالي، فإن تأخر عمليات تمويل المرحلة الأولى في العراق قد يكون سببه صعوبة البدء بالمرحلة الثانية في سورية لأن الاحتلال الأمريكي في سورية والمتواجد قرب الحدود العراقية والأردنية وانتشار الميليشيات، سيشكل تهديداً لهذا المشروع!.

ولعل هذا هو السبب المباشر الذي دفع الصين إلى عدم الإعلان عن أي خطط لتطوير شبكة السكك الحديدية عبر العراق وسورية في عامي 2023 و2024، في الوقت الذي تستثمر فيه بكثافة في شبكة السكك الحديدية الإيرانية ببناء شبكة قطارات عالية السرعة والتي تعتبر جزءاً لايتجزأ من مشروع “الجسر المحترق”، أي أنه سيتم وصل هذه الشبكة قريبا مع العراق، لكنها قد تتأخر بالوصول إلى سورية ولبنان!.

ولعل هذا هو السبب الذي بدأت فيه الصين في العامين الأخيرين بانتقاد الاحتلال الأمريكي في سورية، واتهامه عبر منصات دولية وخاصة الأممية بسرقة ثروات الشعب السوري، فهي ترى في الاحتلال عرقلة لتنفيذ “مبادرة الحزام والطريق”.

وإذا كانت الصين مهتمة بالوصول إلى المتوسط من إيران إلى سورية ولبنان فإن العراق مهتم أيضاً بتنفيذ مشروع “الجسر المحترق” الذي سيتيح له تصدير نفطه إلى السوق الأوروبية بكلفة نقل أقل، وقد يكون لبنان المستفيد الأكبر من مشروع الجسر المحترق لأنه المنفذ الوحيد الذي سيربطه بأسواق كبيرة لنقل الأفراد والبضائع، لكن تنفيذ “وصلة لبنان” قد تكون مستحيلة بفعل ممانعة الفريق الأمريكي في لبنان الذي يُفضل وصله بمشروع “الممر الهندي” الأمريكي عبر “إسرائيل”.

ومع أن مشروع “الجسر المحترق” يخدم “مبادرة الحزام والطريق”، لكنه سيكون أيضاً المشروع الأول الفعلي للتكامل الاقتصادي بين دول إيران والعراق وسورية ولبنان، يتيح لها الاستفادة من وجود شبكة نقل سهلة وغير مكلفة نسبياً لنقل بضائعها من وإلى أوروبا بتكلفة أقل.

ويكفي الإشارة إلى أن مشروع “الجسر المحترق” يربط ناتجاً محلياً لدولة بما يتجاوز 704 مليارات دولار كي نؤكد أهميته للتجارة سواء بالنسبة لدول المنطقة أو لمبادرة “الحزام والطريق”، ولعل هذه الأهمية هي التي تفسّر السبب الفعلي للوجود العسكري الأمريكي في العراق وسورية، وتحديداً قرب الحدود كي تمنع أي تواصل جغرافي بينهما من جهة ومع إيران من جهة أخرى.

وتشير الجغرافيا الحالية إلى أن هناك ثلاثة مسارات لهذا الطريق: الأوّل، يصل إلى شمال سورية عبر مدينة اليعربية، إلا أنه مسار مغلق بسبب وقوعه تحت سيطرة ميليشيات قسد، والثاني يمرّ عبر التنف، لكن هذا المسار غير قابل للتطبيق حالياً لأن منطقة التنف تقع تحت السيطرة الأميركية، والثالث يمرّ عبر معبر البوكمال في شرق سورية، وهو طريق مفتوح أمام الدولة السورية، وهو المسار الأكثر ترجيحاً في الوقت الحالي، ويمكن أن تستفيد دول الخليج عبر الأردن من هذا المشروع بتوريد وتصدير منتجاتها عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *