وزراء… ومناصب
“مهما كان المنصب ومن يتقلد قيادته وزيراً أم مديراً.. أم أي موظف إداري، فالواجب الأول خدمة المواطن ووطنه، لا أن يرى فيه وجاهة وسلطة و«فشخرة» فارغة” ، حسب ما كتب الصحفي هني الحمدان، في جريدة الوطن.
وقال الحمدان تحت عنوان”وزراء.. ومناصب”: “للأسف هناك بعض الوزراء من يرى في إسناد منصب وزير له امتيازاً لشخصه، وينسى أنه تكليف وليس تشريفاً لمقام شخصه وبرجه العاجي، ولنا أمثلة ببعض وزراء تمترسوا وراء أبواب مغلقة، مفضلين عدم الخوض في تفاصيل ومطالبات ملحة حيال بعض المسائل الاقتصادية المهمة، لا بل علاقتهم ليست بالجيدة مع الصحافة لخوفهم من كشف المستور، لأمثال هؤلاء يمكننا القول: لم تقدموا شيئاً، ومن يخاف الاحتكاك المباشر مع الصحافة وما تريد، لن يستطع أن يقدم شيئاً أو إنجازاً مهماً لا اليوم أو غداً..! فالسمة بالتواضع والتواصل خدمة لأبناء بلدهم أولوية قصوى”.
وأضاف: “إن الإنتاجية في القطاع العام لن تتحسن أبداً إذا لم يخضع العاملون في القطاع الحكومي، وفي مقدمتهم الوزراء لتقييم سنوي تتم مجازاتهم على أعمالهم سواء الجيدة أو السيئة… ومن يخاف من مواجهة الصحافة كيف له أن يواجه مواطناً ناشداً خدمة”؟!
وقال الحمدان: “هناك مقولة «عند البحث عن أشخاص لإسناد مهام رئيسية لهم ينبغي عليك أن تبحث عن ثلاث صفات: النزاهة، والذكاء، والحيوية». بمعنى الأمانة هي أساس باتت اليوم، فالشخص الأمين يمتاز تلقائياً بالعديد من الخواص التي قد تؤهله ليكون مبدعاً وحيوياً، مقروناً بتأهيل علمي مناسب، وديدنه النجاح وخدمة مجتمعه”.
وتابع القول: “حصلت أخطاء كثيرة من دون الالتفات لها أو معرفة خطورتها، وزارات وإدارات عينت أشخاصاً «أصحاب ثقة» كمستشارين بصرف النظر عن مهاراتهم وأخلاقهم.. وأيضاً هناك من تم تعيينه بمواقع حساسة لأنه يحمل شهادة الدكتوراه، وهي ليست بالضرورة أن يكون وزيراً..! وكذلك الأكاديميون والأساتذة ليسوا أفضل من بعض من تقلد مهمة وزير، هم بعيدون عن واقع السوق، مهامهم نظرية وفلسفية، وهنا التوازن بين احتياجات الوظيفة والأشخاص التي سيشغلونها مهمة حساسة.. وقد تم تجريب السادة التكنوقراط وما يحملون من شهادات وتوصيفات، وثبت أنهم غير قادرين على المناصب والوزارات التي تقلدوها، وهنا فالخبرة في أي مجال أهم من الشهادة العليا”.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة