استمرار تخفيض دعم الأغذية العالمية بنسبة 80%… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: انقطاع المساعدات الغذائية نهائياً عن أكثر من 12 مليون شخص
خاص دمشق – بشرى كوسا
مع نهاية العام الفائت، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة انتهاء برنامج مساعداته الغذائية العامة في جميع أنحاء سورية منذ مطلع العام 2024، معللاً أن نقص التمويل والتشديد المالي من الجهات المانحة الرئيسية للبرنامج أجبراه على إنهاء عمله في سورية.
في خطوة تسببت بتضرر الأسر الأشد فقراً، ورغم إعلان البرنامج أنه سيواصل دعم هذه الأسر، فقد تراجعت المساعدات الغذائية نحو 80%، بالتزامن مع أحدث إحصائيات تشير إلى ارتفاع أعداد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية نحو مليون شخص عن العام الماضي.
برنامج الأغذية العالمي كان أوضح أن أزمة التمويل في سورية أجبرت برنامج الأغذية العالمي على تخفيض مساعداته لنحو 2.5 مليون شخص، من نحو 5.5 ملايين يعتمدون على المساعدات التي تقدمها الوكالة لاحتياجاتهم الأساسية من الغذاء، ولكن علمت «غلوبال» من مصادر متعددة أن العديد من الأسر التي اعتادت استلام معونات غذائية لم تتسلم أي مساعدات منذ مطلع العام، إذ تقوم بمراجعة مراكز الهلال الأحمر بهدف الحصول على سلة غذائية، ولكن يكون الجواب بعدم وجود أسمائهم ضمن قوائم المساعدات، ما يعني أن النسب الحقيقية أكبر من تلك التي تم الإعلان عنها.
مصدر خاص يعنى بمتابعة جمعيات المساعدات الإنسانية أكد في تصريح خاص لـ«غلوبال» أن المساعدات الغذائية تراجعت إلى 20 % فقط، وأنها تصل إلى شرائح معينة “مرضى الشلل الدماغي، أسر الشهداء، وغيرها” ويتم توزيع السلال الغذائية خلال فترات متباعدة جداً، حيث يتم إدخال دفعات قليلة منها كل نحو 3 أشهر، ولا تتجاوز الكميات المئة سلة في المنطقة الواحدة مقارنة بأضعاف هذا الرقم خلال السنوات الماضي.
يأتي ذلك، فيما تشير التقديرات إلى أن الدخول والرواتب لا تكفي سوى 2% من نفقات تأمين سلة الغذاء شهرياً، كما أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن 90 بالمئة من السكان يعيشون في فقر.
بدوره، أكد الخبير الاقتصادي علاء الأصفري لـ«غلوبال» أنه بالفعل مضى 6 أشهر على انقطاع المساعدات الغذائية نهائياً عن أكثر من 12 مليون سوري، سواء داخل القطر أم خارجه (السوريين في دول الجوار كالأردن ولبنان وغيرها) بسبب الضغوط الأمريكية الكبيرة على الحكومة والشعب السوري.
وبالنسبة لصندوق التعافي المبكر الذي أحدثته أيضاً الأمم المتحدة، ومكتب الأمم المتحدة الإنمائي”UNTP” فقد تعثر إلى حد كبير أيضاً، وكان من المفروض أن يمول خليجياً، وخاصة من الإمارات العربية المتحدة والسعودية.
وأشار الأصفري في معرض الحديث إلى الدور الكبير الذي لعبته الإمارات في مساعدة الشعب السوري في تجاوز محنة الزلزال عبر مساعدات مباشرة.
وبالمقابل، فإن صندوق التعافي المبكر لم يبصر النور لتاريخ اللحظة، نتيجة الإعاقات الامريكية والتخوف الكبير من الشركات العربية والخليجية من الدخول في نظام العقوبات الأمريكي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة