حوادث قاتلة متكرّرة وتكهنات متعدّدة على أوتستراد دمشق – حمص… خبير لـ«غلوبال»: عدم تثبيت حواجز الـ (نيوجرسي) وغشها سبب انقلاب الباص ووفاة ركابه
خاص حمص – زينب سلوم
تكرّرت مؤخراً مجموعة من حوادث النقل الأليمة التي ألمت بأوتستراد دمشق – حمص، والتي أودى آخرها بحياة 14 راكباً وجرح نحو 40 آخرين على تحويلة حمص – دمشق- طرطوس.
هذا التكرار المقيت عزز أسئلة المواطنين في حمص عن السبب، حيث أرجع بعضهم الحادث إلى سوء الوضع الفني لتلك الباصات والتي يعود أحدثها إلى تسعينيات القرن الماضي، بالتزامن مع غياب الصيانات الفعالة لها، بما فيها استبدال الإطارات في الموعد الزمني المحدّد.
فيما أشار البعض إلى أن السبب يعود إلى تعمد الشركات نظام دولبة دوام السائقين، ما يسبب الإرهاق الشديد للسائق الذي قد يخلد للنوم مرغماً ويتشتت انتباهه إلى الحدّ الأقصى.
وهناك من أكد أن سائقي تلك الشركات يسيرون بسرعات جنونية ولا تتوافق أبداً ولو بشكل تقريبي مع سرعة الطريق، بل وعند مطالبتهم بالتخفيف يصرخون بطريقة بشعة: ”مو ساءلين عن حدى“، حيث طالب المواطنون بتسجيل ساعة دخول وخروج البولمان من وإلى نقاط الانطلاق والوصول للتخفيف من حالة اللاوعي واللامبالاة بحياة أكثر من 55 راكباً.
من جانبه الخبير والمهندس المدني أحمد خليفة، لفت إلى أن الطامة الكبرى تكمن في العيوب الهندسية للطرقات ذاتها وخلوها من عوامل الأمان.
وأكد أن من أبرز تلك العيوب سوء تنفيذ حواجز الـ نيوجيرسي، والغش في مواد تصنيعها وصلابتها، ناهيك عن عدم تثبيتها بالأرض، وببعضها البعض بالشكل المطلوب.
وتابع المهندس خليفة: لقد رأينا بشكل واضح في صور الحادث الذي وقع يوم الأحد على تحويلة حمص كيف أن سوء تنفيذ تلك الحواجز والغش في صناعتها سبب تدهور وانقلاب الباص ووفاة وجرح ركابه، بدلاً من أن ينزلق الباص بجانب هذه الكتل الاسمنتية ويبقى ضمن المسار.
ونوه بأن لهذه الحواجز دوراً هاماً في تجنيب المركبات والركاب لأعلى درجات الخطر، وحتى لو نام السائق أو انفجرت الإطارات.
وقال المهندس: إن الحواجز يجب أن تحقق 3 شروط، الصلابة التي تتحقق بوجود شبكتي تسليح، مع تسليح الميول وعيار إسمنت 400 كغ/سم٢، مشيراً إلى الصور بينت أن الحديد قليل، وواضح من تكسر الكتل.
أما الشرط الثاني، تثبيت هذه الحواجز بالأرض عن طريق وضع أسياخ ضمن الكتلة تنغرس في عدسة بيتونية تحت الكتلة، وتصب بالبيتون لاحقاً.
والشرط الثالث، هو تداخل هذه الكتل بالتركيب عن طريق تعشيقها ببعض، بترد بروز وتحويف ما نسميه ذكراً وأنثى ليكون الحاجز متيناً مقاوماً للصدم، وبشكل يسمح للباص أو أي مركبة جامحة بالانزلاق بدلاً من الاصطدام والانقلاب، وهذا للأسف ما حدث للباص عندما تحركت الكتلة وتراجعت فاصدم الباص بالكتل الأخرى لتساهم بانقلابه.
والشرط الأخير، في المنعطفات الكبرى يمكن استعمال كتل نيوجرسي ذات ارتفاع أكبر لتقاوم الشاحنات العالية، والباصات مثلما استخدم في طريق أريحا – اللاذقية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة