خبر عاجل
معاناة قرية الحميدية بالقنيطرة من شح المياه ستنتهي قريباً… رئيس البلدية لـ«غلوبال»: تزويد البئر بمضخة وطاقة شمسية السوري إميليانو عمور يساهم في تصدر فريقه لسلم ترتيب الدوري التشيلي جريمة مروعة في حفل زفاف بمدينة الميادين… مدير صحة دير الزور لـ«غلوبال»: مقتل خمسة وإصابة ستة آخرين مشروعٌ أمريكي بالذخيرة الحيّة ضدّ مدنيي اليمن ما وراء حملة إزالة بسطات الكتب تحت جسر الرئيس… مدير الدراسات بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: الحديث عن تحويله إلى منتديات ثقافية وتفاعلية سابق لأوانه إنارة عدد من شوارع دير الزور بالطاقة الشمسية… رئيس مجلس المدينة لـ«غلوبال»: تركيب 630 جهازاً في المحاور الرئيسية دانا مارديني: “إلى الآن لم يتم الاتفاق والتوقيع على أي عمل” غسان مسعود يطلق “ماستر كلاس فن التمثيل” حرب “إسرائيلية ” أم أمريكية؟ دورات سياحية متنوعة ومعارض للحرف التراثية… مديرة سياحة حماة لـ«غلوبال»: تنسيق مع عدة جهات لزيادة فرص تشغيل الشباب ومشاريعهم
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الإرهابيون تحت مقصلة التقارب السوري التركي

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

يسيطر القلق على المجموعات المسلحة ويتصاعد على وقع التصريحات التركية المتلاحقة عن مصلحة إستراتيجية، يمكن أن تتحقق بعد ردم الشروخ العميقة التي حفرها حزب العدالة والتنمية، وأدت إلى حالة غير مسبوقة من العداء التركي لسورية، والذي انقضّ بشكل مفاجئ على علاقات متميزة سبق أن جمعت البلدين لتهدر الآمال والأملاك والأرواح التي عهدت الأمان بعد اتفاق أضنة عام 1998.

نذكر هذا ليس من قبيل اجترار آلام الأزمة السورية ذات الأبعاد الإقليمية والدولية، وإنما للتذكير بأنه لاصداقات دائمة، ولا عداوات دائمة، ومن هذا القبيل نرجّح أن تثمر الوساطة الروسية والعراقية، وتصريحات الرئيسين السوري والتركي المتجاوبين والواثقين من دور الوسطاء، ومن تفهمهم لكل متطلبات إعادة العلاقات الثنائية إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.

وبالتالي نقول لكل من يتوهم أن دمشق قد تخلت عن شرطها الأساسي في الانسحاب التركي من الأراضي السورية أو قرّرت التعاون مع تركيا لإنهاء خطر تشكيل كيان كردي انفصالي يهدّد وحدة وسلامة الأراضي السورية ويهدد الأمن القومي التركي: إن ذلك اجتزاء متعمّد وقراءة مشوهة للدوافع الحقيقية لرغبة البلدين في طي صفحة الخلافات التي تفاقمت على امتداد سنوات الأزمة.

فالحكومة السورية لا تخفي رفضها لإقامة أي كيان انفصالي فوق أراضيها، لكنها لم تصل إلى خيار المواجهة العسكرية طوال السنوات الماضية، وعلى الرغم من التحريض الأمريكي لبعض دعاة الانفصال شرق الفرات، إلا أن دمشق لم تعتمد خيار المواجهة المسلحة مع قسد، بل ذهبت إلى اتجاهات أكثر إيجابية، حيث قام الجيش السوري وبطلب من بعض الأحزاب الكردية وتماشياً مع المصلحة الوطنية العليا بعزيز تواجده العسكري في مناطق ما يسمى الإدارة الذاتية، ونشرت دمشق قواتها على الحدود لمنع أي اجتياح تركي لشرق الفرات، وكانت لديها الرغبة والاستعداد أيضاً لنشر قواتها في عفرين وماحولها لمنع القوات التركية من احتلالها، لكن تلكؤ قسد في تسليم تلك المناطق للجيش السوري، وانسحاب القوات الأمريكية التي تدعي دعم قسد ومن لف لفها، هو الذي شجع القوات التركية على اجتياح تلك المنطقة.

من المؤكد أن المسلحين المدعومين تركياً، والمسلحين المدعومين أمريكياً هم الأكثر توجساً ورفضاً للتقارب السوري – التركي المرتقب، وهذا ما أشار إليه أردوغان صراحةً، لكن ذلك لا يعني أن التقارب بين البلدين سيفضي إلى تحالف عسكري يجمعهما للقيام بعملية واسعة ضدّ الإدارة الذاتية وذراعها العسكري؛ لأن دمشق تدرك تماماً أن تسوية الوضع شرق الفرات ممكنة فور انسحاب واشنطن من تلك المنطقة.

ولا يبدو أن الحكومة السورية يمكن أن تفكر في يوم من الأيام بالتحالف مع تركيا، أو مع غيرها للقضاء على قسد، وإن كان التقارب وإعادة العلاقات إلى ماكانت عليه قبل الأزمة سينهي الوجود المسلّح في الشمال السوري وفي شرق الفرات، بل تفضل سورية وربما تركيا أن يتم ذلك دون الحاجة إلى عمليات عسكرية يمكن توفير أثمانها الباهظة، والاكتفاء بالعمل بمقولة لوّح بالعصا ولا تستخدمها… ولن يكون الكي إلا آخر الدواء.

ملفات اقتصادية وسياسية وأمنية وإنسانية عديدة يمكن أن تجد حلولاً لها، إذا كانت تركيا ومسؤولوها مستعدين لترجمة تصريحاتهم إلى أفعال، ولا يجوز أن تحاول بعض وسائل الإعلام التسويق بأن الحل السياسي مع الإدارة الذاتية، قد وصل إلى طريق مسدود لدرجة أن يكون القضاء عليها عسكرياً هو الخيار الأوحد، كما أن ما نقوله عن مسلحي شرق الفرات يمكن أن نعممه على مسلحي الشمال الذين لم يتقيدوا باتفاقات خفض التصعيد، وإنه لا شيء يمنع من الحلول السياسية مع من يدعون المعارضة هناك.

أما التنظيمات الإرهابية فإن جميع الخيارات تبقى قائمة تجاهها؛ لأن سيادة الدولة ووحدة أراضيها وعودة اللاجئين ومحاربة الإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية هو الأرضية التي يجب البناء عليها في أي جهد لتطبيع العلاقات بين البلدين.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *