عودة البالة إلى الواجهة بشراسة… رئيس جمعية الخياطة بحماة لـ«غلوبال»: التكاليف قَصَرَت نشاطنا على الأعياد والحل بتكثيف البيع المباشر للمستهلك
خاص حماة – سومر زرقا
أكد عدد من أصحاب ورشات ومشاغل الخياطة في حماة معاناتهم من التكاليف العالية عند سؤالنا عن سبب زيادة الأسعار على معظم قطع الملابس رغم ثبات سعر الصرف، بشكل أدخل الأسواق فيما يشبه الشلل التام الذي يدفع ثمنه في النهاية المواطن.
من جهةٍ ثانية، اشتكى عدد من الحرفيين في المحافظة من عودة ملبوسات البالة إلى جادة المنافسة وبشراسة، ورغم رخص اليد العاملة الوطنية وتوفر الورش والمشاغل في أرجاء المحافظة.
وإيضاحاً لما ورد آنفاً، بين أحمد الدبيك، رئيس الجمعية الحرفية للخياطة والدباغة بحماة في تصريح لـ«غلوبال» أن مشاغل الخياطة المسجلة لدى الجمعية بانتظار توزيع المقاسم في المنطقة الصناعية بحماة، آملين الإسراع بتخصيصهم لتخفيف ما يتكلفه أصحاب تلك المشاغل، مبيناً أن المنطقة الصناعية تؤمن الكهرباء الدائمة للحرفيين، ما يوفر عليهم التكاليف التي تحسب وتحمل على القطعة، ويدفعها المواطن عند شراء المنتج النهائي.
وتابع: تعاني بعض الورش من عدم قدرتها على دفع ثمن تكاليف تشغيل المولدات والمازوت، حيث تعمل على الكهرباء النظامية فقط، فيما تعتمد ورش أخرى على البطاريات الباهظة الثمن أو الرخيصة التي تحتاج للتبديل الدوري، أو ألواح الطاقة الشمسية.
والحديث يطول من حيث الخسائر في ظل غلاء الوقود من المازوت والبنزين اللازمين للإنتاج والتوزيع، مبيناً أن المنافسة لم تعد عادلة في السوق بين من تمكن من تركيب ألواح الطاقة الشمسية، وبين من لديه مولدة مازوت، وآخر منتظر لوصل الكهرباء.
ولفت رئيس الجمعية، إلى أن ذلك يتسبب في قلة تصريف المنتجات، ولجوء المواطن إلى شراء ألبسة البالة، التي باتت تنافس المنتج الوطني لجهة جودة القماش وحداثة الموديل وتشكيلات الألوان والسعر، بل باتت تضاهي وتنافس البضاعة المحلية إلى حدّ كبير، ما سبب ركوداً في الأسواق.
وأشار الدبيك إلى أن صاحب المشغل أصبح أمام صعوبات جمّة تواجه بيع بضاعته،فلديه رواتب الموظفين والعمال، ورسوم المالية والضرائب المجهدة له، موضحاً أن مهنة الخياطة عموماً أصبحت موسمية؛ تقتصر على الأعياد والمناسبات في أغلب الأحيان، بل بعض الورش تعمل بنصف دوام، ومنهم من أغلق ورشته، فيما يعمل البعض الآخر بشكل اعتيادي.
وقال رئيس الجمعية: إن عدد المنتسبين للمهنة نحو 700 خياط وخياطة، لديهم ماكينة أو اثنتين حبكة ودرزة، أما الورش فيبلغ عددها 50-60، والتي تمتلك نحو 6 ماكينات فصاعداً، بعضها متوقف كلياً وبعضها يعمل إن أتته طلبية، فيما تغيب الورش الكبيرة عن الساحة لاستحالة تشغيلها ضمن الوضع الراهن.
وأوضح الدبيك وجود صعوبة في استيراد المواد الأولية وعدم فتح الأسواق التصديرية، مطالباً بضرورة إقامة معارض تُعنى بالبيع المباشر من الحرفي إلى المستهلك لكسر حلقات البيع في ظل غلاء إيجار محلات الملابس التي وصلت إلى 3 ملايين ليرة شهرياً، بل بعضها يصل إلى 6 ملايين، مثل محلات حي الدباغة وحي ابن رشد، وهذه المبالغ يتم تحميلها على قطع الملابس المباعة للمستهلك النهائي.
وأشار رئيس الجمعية إلى أنه نظم مع رئيس اتحاد حرفيي حماة معرضاً في العام الماضي، في صالة جمعية رعاية المسنين بسلمية لبيع ألبسة المدارس، وذلك بعد تبرّع الجمعية بتخصيص الصالة لعرض منتجات الحرفيين مجاناً، مبدياً استعداده لتوسيع هذه التجربة في أرجاء المحافظة لتيسير حصول ذوي الدخل المحدود على احتياجاتهم من الملابس لأسرهم بشكل مباشر، مع تلافي تحميل تلك المصاريف المرهقة من أصحاب محال الألبسة على الملابس، والتي هي ليست من مشكلات المنتج أو المستهلك.
وأردف بالقول: إن الحرفي إذا صنع قطعة بكلفة 10 آلاف ليرة على سبيل المثال فيمكنه بيعها بشكل مباشر بسعر 11 ألفاً، ولكن الموزع سيبيعها لصاحب المحل بمبلغ 12 ألف ليرة، أما صاحب المحل فلديه إيجار وضرائب وكساد وتلف بضاعة، وبالتالي سيبيع القطعة بسعر قد يتجاوز الـ22 ألف ليرة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة