خبر عاجل
بطولة غرب آسيا.. منتخبنا الوطني يخسر أمام نظيره الأردني اتحاد كرة القدم يعلن تأجيل مباريات دوري الرجال حتى إشعار آخر التنظيمات الإرهابية تواصل هجماتها على ريف حماة الشمالي… مصادر محلية لـ«غلوبال»: دحرهم عن السعن وإفشال محاولات تسللهم على محور السعن- الصبورة- المبعوجة حملة تبرعات يطلقها الاتحاد الوطني للطلبة… رئيس فرع الاتحاد بدرعا لـ«غلوبال»: رغبة كبيرة أبداها طلبة الكليات بتقديم المساعدة لأهلنا المهجرين من حلب تجمع وطني دعماً للجيش العربي السوري في ريف دير الزور الشمالي… المشاركون لـ«غلوبال»: متمسكون بأرضنا ووحدة وسيادة وطننا مركزان لاستضافة المهجرين من حلب… مديرة الشؤون الاجتماعية بطرطوس لـ«غلوبال»: خطة عمل لتقديم الخدمات وتلبية الاحتياجات الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بإضافة 50 بالمئة إلى الرواتب المقطوعة للعسكريين جاهزية قصوى لمرافقها وفروع المؤسسات التابعة… معاون وزير التجارة الداخلية لـ«غلوبال»: المواد الأساسية متوافرة في حماة وكافية لبضعة أشهر بدء استقبل الطلاب المهجرين من حلب… مدير تربية اللاذقية لـ«غلوبال»: توزيعهم وفق رغباتهم وبحسب البعد الجغرافي «الواي فاي» بسرعة 100ميغا… مدير المدينة الجامعية بدمشق لـ«غلوبال»: البداية من المكتبة المركزية ومقهى المدينة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

مونة الشتاء في غياهب الذاكرة

خاص غلوبال- زهير المحمد

جلسة أسرية ودية جمعت مجموعة من أصدقاء العمل من السادة والسيدات، تصدرت الأحاديث فيها عن مونة الشتاء التي لابد من تحضيرها وتخزينها لتكون بديلاً عن المواد الطازجة التي تتضاعف أسعارها، وعلى هامش ابتسامة صفراء قالت إحدى السيدات عن أية مونة تتحدثون، كيف ومتى ومن أين، لم نعد نعرف شيئاً اسمه مونة، لأن المونة تحتاج فائضاً من الراتب الشهري في وقت لايكفي ذلك الراتب لأكثر من ثلاثة أيام، وبالكاد يكفي لشراء فروجين مع الرز والزيت وسطل لبن ونثريات أخرى للسكر والشاي وعشر حبات كرز، على اعتبار أن سعر الكرز وصل إلى الحضيض، وبات راتبنا اليومي يكفي لشراء كيلو من النخب الثالث أو الرابع.

وأضافت: لقد خرجت مونة البازيلاء والفول الأخضر من حسابات المونة، بسبب غياب الكهرباء وتوقف الثلاجات عن العمل، قبل أن تحلق أسعارها، أما مونة الثوم والبصل والشنكليش وعصير الحصرم والمربيات التي كانت تملأ الرفوف في مطابخنا، بتنا الآن نغوص في أعماق الذاكرة لنستعيد شكلها ومذاقها وأسعار موادها الأولية والغاز المنزلي اللازم لتحضيرها، والذي كانوا ينادون عليه في الشوارع، وكانت الشكوى من ضجيج الباعة فقط ومن قرعهم بالحديد على الأسطوانات إلى أن استعاض بعض الباعة عن ذلك الضجيج بصوت فيروز.

وهنا تدخلت سيدة أخرى وتوقعنا أن تخفف من لهجة الشكوى، وقالت سجلوا على ورقة كم تكلف المونة إذا مد الله بعمرنا وربحنا ورقة يانصيب، نحتاج إلى خمسين كيلو بازيلاء ومثلها من الفول بمبلغ يزيد نصف مليون ليرة، وبعد المعالجة ووضعها بالثلاجة نسارع لرميها في القمامة، نتيجة التقنين الكهربائي، وللثوم والبصل نحتاج إلى مبلغ مماثل وللقريشة نحتاج ستمئة ألف ليرة، مع مبلغ مماثل للزيتون مع ثلاث تنك زيت زيتون بأربعة ملايين ونصف في العام، وستمئة ألف لزيت القلي، ومليون للباذنجان والفليفلة مع جرة غاز من السوق السوداء بثلاثمئة ألف ليرة، حتى الفاصولية العريضة التي كنا نفرمها ونجففها ونكسدها وصل سعر الكيلو منها إلى خمسين ألف ليرة، وبهذا المبلغ كنا نستطيع شراء الأرض التي تنتجها.

ولأن الكلام عن غلاء المعيشة يوجع رأسي فضلت الانسحاب، وبدأت أستجمع بعضاً من الأرقام المالية التي تحتاجها المونة السنوية، لأكتشف أنها قد تحتاج إلى راتب الموظف لست سنوات على الأقل، وعندما تحسست المبلغ المالي الذي أحمله تأكدت أنه يكفي لأجور السرفيس وشراء رأسين من الثوم الصيني غير الفاخر.

فتحمدت الله الذي لايحمد على مكروه سواه، وأخذت عهداً على نفسي بمقاطعة أي حديث يتعلق بالمونة وتوابعها، لأن المونة باتت ترفاً فكرياً يمكن استرجاعه من غياهب الذاكرة، والتباهي ببحبوحة عشناها قبل الأزمة وبتنا نتحسر عليها الآن.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *